بما ان غرفة التجارة أصبحت شماعة لكل من يريد ضرب أي فرد من أفراد العوائل الكويتية التي حاز أحد أبنائها أو بعضهم عضوية الغرفة منذ تأسيسها الى اليوم (وكأن العضوية تأتي بالتعيين وليس بالانتخاب!) فإن هذا الأسلوب المريض نفسه ينسحب على موضوع الازدواجية، حيث أصبح هذا الموضوع في السنتين الماضيتين جواز مرور لكل من يريد مهاجمة أبناء القبائل، في محاولة إما لانتقام شخصي أو انتقام بالوكالة من مواقف بعض نوابها وليس العموم، لأن البعض الآخر أساء الى هذه الشريحة الكبيرة أكثر مما أساء لها مهاجموها من خلال أداء مخجل ومواقف مخزية وصمت مدفوع الأجر!
والشواهد على ما سبق كثيرة لعل أبرزها هو التركيز عند إثارتها على دول خليجية وبالأخص المملكة العربية السعودية إما تصريحا أو تلميحا، وكل من أثار هذا الموضوع ابتداء من الأجير بدعم وأوامر ممن استأجروه والذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، وانتهاء بأحد نواب ما قبل الصف الأمامي من خلال أسئلة عن أعداد المزدوجين والإجراءات المتخذة بحقهم (صح النوم) حيث اختتم أسئلته بمربط الفرس! حيث طلب إفادته عن الخبر الذي أفردته احدى الصحف الخليجية ومفاده هو وجود 120 ألف كويتي يعملون في السعودية! وبالمناسبة ولعلم النائب لقد تمت إقالة رئيس تحرير الصحيفة التي أوردت ذلك الخبر لصعوبة توافقه مع العقل والمنطق السليمين واستحالة إجراء مثل هذه الإحصائية إلا إذا كان الـ 120 ألفا يعملون هناك ككويتيين؟! وهذا ما لم يذكره الخبر، وكان سبب إقالة رئيس التحرير هو عجزه عن اثبات صحة هذا الخبر للأجهزة المختصة في السعودية حيث أبدى امتعاضه من خلال اتصال هاتفي مع احدى القنوات الخليجية من تحميله خطأ ذلك الصحافي الذي نشر الخبر، مؤكدا ان هناك دوافع وراء هذا الخبر لا يعرفها! (ريّحتك يا وزير الداخلية).
كم كنت أتمنى من نائبنا أن يضمّن سؤاله بعض الأسئلة التي هي من صلب هذا الموضوع والمتصلة به اتصالا مباشرا ومنها ذلك الخبر الذي نشر وبالمانشيت العريض ليس على صدر صحيفة خليجية بل على صدر صحيفة كويتية قبل حوالي 3 سنوات ومفاده ان هناك اكثر من 35 ألف كويتي يحملون الجنسية الإيرانية؟ وكذلك الكويتيون الذين يحملون الوثائق العراقية والوثائق الأميركية والأوروبية ومنهم من جاهر وعلى الهواء مباشرة في احدى القنوات بذلك لثقته بأن هذا الموضوع قد أثير ليس من باب مصلحة وطنية وانما لمصالح شخصية بحتة ممزوجة بمرض نفسي أخل بتوازن مثيري هذا الموضوع وأعماهم عن مصلحة البلد ووحدة أهله.
لذلك أنصح سعادة النائب بأن يبتعد عن إثارة مثل هذه المواضيع وليتأكد ان أبناء القبائل أو أي فئة من فئات هذا المجتمع المترابط رغما عمن يريدون خلاف ذلك ليسوا من تلك الأوراق التي يخرجها البعض بهدف لعبة خاسرة، وليتأكد ايضا اننا مع كل إجراء قانوني يتم اتخاذه بمسطرة واحدة وعلى الكبير والصغير وليس اتخاذه من منظور أعور مكشوف.