عماد بهبهاني
«إن صناعة النصر تبدأ من الارادة»، هذه المقولة تنطبق على فوز المرأة الكويتية وحصولها على اربعة مقاعد في مجلس الامة، فهذا التصميم والاصرار من المرأة الكويتية على الوصول الى اعلى سلطة تشريعية في البلاد انما يدل على استفادة المرأة الكويتية من التجارب والخبرات السابقة التي مرت بها.
ففوز المرأة الكويتية بأربعة مقاعد في مجلس الامة دليل على وعي المجتمع الكويتي وديموقراطيته التي يتمتع بها، فدخول النساء الى مجلس الامة يعد خطوة مهمة ومتقدمة نحو التغير للافضل ولاجل برلمان مختلف عن سابقيه.
ان الفترة المنقضية بين اعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية عام 2005 ووصولها الفعلي الى عضوية البرلمان لهو امر جدير بالاحترام والتقدير لاعطاء المرأة الكويتية جميع حقوقها السياسية، فلقد كان تعيين اول امرأة في منصب وزيرة وهي د.معصومة المبارك هي الخطوة الاولى للمشاركة النسائية في الحقوق السياسية، وبالنظر الى الفائزات الاربع نجد انهم حاصلات على درجة الدكتوراه وتمرسن في العمل الاجتماعي وتدرجن في العمل السياسي مما سوف يكون له اثر طيب في المجلس القادم.
لذلك نأمل ان انتخاب نائبات في مجلس الامة بمنزلة اشارة امل من شأنها ان تجلب المزيد من الاستقرار على الساحة السياسية التي تشهد توترات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
لذا لابد من تكاتف جميع الجهود ومباركة هذا الانجاز الذي حتما سوف يؤدي الى اثار ايجابية على جميع المستويات.
ولقد اعتبر هذا الانجاز انتصارا للمجتمع الكويتي والمرأة العربية اذ انه توج نضالا دؤوبا في معركة النضال ضد جميع اشكال التمييز ضد المرأة وتفعيل حقها في المشاركة السياسية، فوصول المرأة الكويتية الى قبة البرلمان يعطي دفعة جديدة في مجال عمل مجلس الامة والارتقاء بها، علاوة على اتسامه بالتمثيل الحر المتنوع لمختلف فئات المجتمع الكويتي.
ان نجاح المرأة الكويتية في الانتخابات يحتاج الى ارادة سياسية حقيقية لدى اصحاب القرار السياسي فالمرأة هي الاقدر على التعبير عن حقوق المرأة والتحدث باسمها.
ولكن يبقى التساؤل الاهم وهو وماذا بعد انتهاء الانتخابات ونجاح الاعضاء الجدد ونجاح اربع سيدات ضمن اعضاء مجلس الامة، فهل ستظل مسألة طرح التساؤلات والاستجوابات التي نالت من المجلس السابق ام سيظل تغليب المصالح الشخصية والنزعة الفردية وارضاء اصحاب الانفس الضعيفة على مصلحة الوطن وشعبه.
نتمنى ان تتغير الاحوال مع المجلس الجديد وان يكون اعضاء مجلس الامة عند حسن الظن بهم وان يحملوا شعار التحدي والرقي لرفعة شأن بلدنا الحبيب واعطاء الامل لهذا الشعب المخلص فيالعيش في ظل حياة سياسية افضل!
وفي النهاية لا يسعني الا ان اتقدم بأصدق التهاني والتبريكات لسمو الامير حفظه الله وللشعب الكويتي العظيم والمرأة الكويتية خصوصا والمرأة العربية عموما على هذا الانتصار التاريخي الذي حققته المرأة الكويتية متمنيا لهن النجاح في الحصول على المزيد من حقوقهن السياسية ونجاحهن في ادارة المعركة في مجلس الامة الكويتية لما فيه مصلحة الشعب الكويتي.
«فمن جد وجد.. ومن سار على الدرب وصل».