لو يعرف العاملون في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كم الإنجازات التي حققتها الجمعيات الخيرية الكويتية، داخل الكويت وخارجها، لبذلت جهودا مضاعفة لإنصافها وتشجيعها، ودفعها لمزيد من الإنجازات التي تحقق الاستقرار والأمن الاجتماعي لكثير من المجتمعات، تلك الجمعيات التي تهتم بالإنسان وصحته وتعليمه، وتوفير بيئة مناسبة له كإنسان.
ولو يقدرون حجم المعاناة التي يتكبدها العاملون في المجال الخيري، على حساب أسرهم ووقتهم وأموالهم وأعمالهم وراحتهم، لما فكروا أن يضعوا عينهم بعيونهم الطاهرة، ويتعاملوا معهم كأنهم موظفون عندهم.
لا أعلم لم يبحث بعض العاملين في وزارة الشؤون عن القشة في العمل الخيري، ويتناسون الثمار الكبيرة التي حققتها الجمعيات الخيرية الكويتية لأكثر من نصف قرن، داخل الكويت وخارجها؟!
وفي الوقت الذي تفتخر فيه وزارة الخارجية بالعمل الخيري الكويتي وتدافع عنه إعلاميا وفي المحافل الدولية، نجد وزارة الشؤون تسارع في انتقادهم إعلاميا مهما صغر الخطأ أو التقصير، وكأنها تقول للمؤسسات التي تتهم العمل الخيري الكويتي: تفضلوا.. هذه تهم معلبة جاهزة للانتقاد عبر الإعلام الخارجي والمؤسسات الأممية؟!
هل تعلم وزارة الشؤون أن تلك الجمعيات الخيرية محل الانتقاد الدائم لديهم، والتضييق المستمر منهم، قد حازت عشرات الجوائز من مؤسسات عالمية في خدمة الإنسانية والتنمية، وتم تكريمها من عدة رؤساء دول؟!
هل تعلم وزارة الشؤون أن القائمين على العمل الخيري يحتسبون الأجر من الله في عملهم، وكثيرا ما يدفعون من جيوبهم الخاصة نفقات سفرهم؟
هل تعلم وزارة الشؤون أنه بتوفيق الله عز وجل، ثم العمل الخيري، أصبحت الكويت «مركزا إنسانيا عالميا»؟!
وهل نسيتم أنه تم منح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لقب «قائد عمل إنساني» من الأمم المتحدة، أكبر مؤسسة أممية عالمية، وهو صاحب مقولة: «العمل الخيري تاج على رؤوس الكويتيين»، فهل بعد ذلك من تزكية لهم؟
ألا تعلم الوزارة أن المؤسسات الخيرية قد ساهمت برفع الحرج الشرعي عن المجتمع في صرف الزكوات والصدقات داخل الكويت وخارجها؟ بل وساعدت الحكومة في تنفيذ التزاماتها الدولية في مؤتمرات المانحين التي تبنتها الكويت، والتي أشادت بها الحكومة كثيرا؟!
تخرج علينا الوزارة كل فترة بقرارات غريبة باسم ضبط العمل، وتعيش بيروقراطية ومركزية، وكأن هناك تقصدا للتضييق بدل التوسيع عليها، فالناس في العمل الخيري لا يرفعون رؤوسهم من العمل، وهم يضغطون على هذه الرؤوس بدل تكريمها؟!
هل يليق أن تستدعي الوزارة مسؤولي بعض الجمعيات العريقة، التي يديرها كبار عوائل الكويت، بنظام استخباراتي (تعالوا غدا مكتب الوكيل، ولما تجون تعرفون كل شيء)؟!
هل هم موظفون عندكم، أم طلبة مدرسة صغار؟! ألا يوجد احترام للعمر والعلم؟!
أنا أعلم تماما أن الوزيرة هند الصبيح مشكورة تقدر العمل الخيري كثيرا، وسمعت لها كلمات طيبة، وسمعت عنها كل خير، لكن يبدو أن هناك اجتهادات دون دراسة لإثبات الوجود والسيطرة، أو شيء ما، ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب العمل الخيري، بل ينبغي أن تستفيد الوزارة من خبراتهم، لأنهم أهل الميدان.
آمل أن نسمع عن قرارات تحفيزية وتشجيعية للعمل الخيري، بدل الإحباط المتكرر، ويجب أن تثقوا بأن «العمل الخيري صناعة كويتية متميزة».