تأخر طالب علم عن درس التجويد، فقال له شيخه: لن أقبل عذرك إلا أن تنظمه شعرا، فكتب:
أبا سفيان هذا نظم عذري *** إليك وفيه (تجويد) لأمري
(سأظهره) وإن (أخفيت) حينا *** (وأدغمه) إليك بظن خير
(فقلقلة) الأسى في القلب ليست *** (بقطب جد) تؤجج نار صدري
(فهمسا) في العتاب بقول (لين) *** فلست أطيق توبيخا (بجهر)
ولست أطيق (إصماتا) لعذري *** (وأذلق) ما استطعت بحسن صبر
(تفشى) الضعف في جسمي وصارت *** قواي (الراء) إذ سبقت (بكسر)
إذا (التنوين) حل (بحرف باء) *** (فإقلاب) كذاك حلول عذري
ولا تك مثل (همز القطع) لكن *** (كهمز الوصل) يجلب كل بشر
عرفناكم بأخلاق عظام *** وأفضال (كطيبة لنشر)
فما كان من شيخه إلا أن قبل اعتذاره.
والكلمات بين قوسين لمن لا يعرف المعنى، هي مصطلحات ورموز خاصة بعلم التجويد، استخدمها طالب العلم للاعتذار من شيخه بنظم جميل وبسيط.
ومن لطيف التفاعل مع القرآن الكريم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى مستمتعا بقراءته: «لقد أوتيت مزمارا من مزامير داوود»، فرد عليه بكل أدب: «أما لو أني علمت لحبرته لك تحبيرا». ولحفظة كتاب الله اهتمامات خاصة تزيد من مسؤولية هذا الحفظ، تشمل علوم القرآن بأنواعها، كالتجويد والتفسير والإتقان والإسناد والقراءات المختلفة.. وغير ذلك.
ومن هنا كانت أهمية تخصيص مادة للقرآن الكريم في المدارس (مشروع لجنة الشريعة)، وإقامة حلقات القرآن في المساجد والمراكز القرآنية، تتناسب مع جميع الأعمار والمستويات، وإقامة مسابقات حفظ القرآن الكريم بمستوياتها المختلفة.
ومن لطائف بعض الجمعيات التخصصية إقامة دورات في رسم القرآن، وفي القراءات العشر، وحلقات خاصة لفئة الصم تقيمها جمعية المنابر القرآنية بالتعاون مع النادي الكويتي للصم، وتعدى خيرها لكفالة الأيتام في غزة والداخل السوري والنازحين المشاركين في حلقات القرآن هناك، والتنسيق مع جمعيات أوربية للتعاون وإرسال المشايخ لتدريبهم.
وأعدت جمعية المنابر القرآنية منهجا خاصا للصغار (6 - 4 سنوات) باسم مشروع «الغلمان» يتم التركيز فيه على مخارج الحروف وإتقانها، وتعلم اللغة العربية من خلال القرآن.
ويوجد في الكويت عشرات الجمعيات التي تقدم خدماتها القرآنية، والساحة تسع الجميع، والحاجة كبيرة، ومثل هذه المشاريع سالفة الذكر تحتاج إلى دعم مادي مستمر، ولو تبنت كل مؤسسة تجارية كبرى إحدى الجمعيات طول العام، لكان لهم الأجر، ولاستقرت الجمعية إداريا وفنيا دون الانشغال في توفير موارد مالية للجمعية.
وتنطلق قريبا حملة «بادر لأجر دائم» لدعم المشاريع القرآنية بأنواعها، مثل مشروع مواهب القلوب لذوي الاحتياجات الخاصة، وكفالة حافظ يتيم في غزة والشام، ومشروع إفطار أهل القرآن، ومشروع كسوة العيد للحفاظ الأيتام، وعالية القراءات، والغلمان، وتصحيح قراءة الفاتحة.. وغيرها، وهي دعوة لمشاركة جميع المؤسسات وأهل الخير فيها بالدعم المالي لها في هذا الشهر الكريم.