كلما تابعت جلسة لمجلس الأمة، أو قرأت وقائع الجلسة والحوار الذي دار بين بعض النواب وزملائهم، أو بين بعض النواب والوزراء أشعرـ كمواطن ـ بأني الخاسر الأول في هذه المعمعة، وأني أكبر المتضررين مما يحدث. فأنا كمواطن أنتظر من السلطتين قرارات إيجابية جادة، تصب في صالح التنمية وازدهار الوطن، والقضاء على مظاهر التردي في المجال التعليمي والصحي والخدمي. أنتظر من السلطتين تشريعا لدعم البحث العلمي، وتوفير فرص عمل لآلاف الشباب الخريجين، وقرارات حماية البيئة التي تتدهور أمام عيون الجميع. لكن ما يحدث بعيد عن كل ذلك، بل ينذر بأن القادم أسوأ، وأكثر قتامة.
وحين تفاءلنا قليلا بأن استقالة وزير الداخلية السابق الشيخ جابر الخالد ستضع نهاية لهذا التأزيم بين الحكومة ومجلس الأمة، تبخر التفاؤل وعدنا الى التشاؤم واليأس، منذ أن تابعنا أول جلسة يحضرها الوزير الجديد الشيخ أحمد الحمود، حيث فوجئنا بأن عددا من النواب أعدوا الدواء قبل «الفلعة»، وقدموا التهديد والوعيد والصراخ على التفاهم والحوار الإيجابي، وبدا كأن هؤلاء النواب قد جهزوا الهجوم على الوزير الجديد، وأعدوا الاتهامات وطبخوها وجاءوا بها إلى المجلس ساخنة ومكتملة بالبهارات والتوابل.. والفلفل الحار.
كنا نتمنى لو أن جميع النواب مدوا أيديهم الى يد الوزير الحمود الممدودة إليهم، وهو الذي بدأ بالتحية حينما حضر ندوة عند توليه مهام الوزارة، فأبعد رجال الأمن عن المكان، ودخل ليشارك في الندوة، وتلك كانت رسالة واضحة لا تحتاج شرحا، لكن بعض النواب لم يحييوا الوزير بأحسن من تحيته، بل إنهم لم يردوها تنفيذا لأوامر رب العالمين سبحانه وتعالى الذي أكد أهمية رد التحية بأحسن منها، وكنا نتمنى لو أن الأخوة النواب تعاونوا مع وزير الداخلية، وهو المعروف بأخلاقه العالية ورجاحة عقله وسلامة قراراته وحرصه على حفظ كرامات الناس أولا، وبذلك تتكامل جهود السلطتين للارتقاء بالوطن وإظهار وجه الكويت المشرق الجميل. ليت بعض نوابنا ينظرون الى النصف المملوء من الكأس.
[email protected]