استوقفتني كثيرا صورة وزير الصحة د.هلال الساير وهو يرتدي بدلة رياضية ويضع الكاب فوق رأسه خلال مشاركته في ماراثون الكويت الخيري بالمارينا كريست والذي خصص ريعه لدعم بيت عبدالله الذي يعنى بأطفال الأمراض المستعصية وسيفتتحه صاحب السمو الأمير في أول نوفمبر المقبل.
استوقفتني الصورة لأنني رأيت في هذا الرجل كل معاني البساطة والصدق مع النفس والتواصل مع الآخرين بهدف تقديم خدمة إنسانية للمرضى، وتشجيع الآخرين على الانخراط في هذه المشاركات الراقية التي تعبر عن إحساس عال بالمسؤولية، وتترجم مشاعر إنسانية نبيلة تدعو إلى تجاوز الذات، وتلمس هموم الآخرين والتخفيف عن معاناتهم وآلامهم.
وفكرت في أولئك الذين يجهزون سكاكين الاستجواب ضد الوزير الساير، ويتوعدونه بالويل والثبور، حتى ان من يسمعهم يظن أن مستشفيات الكويت ومستوصفاتها ومراكزها الصحية ليست إلا مراكز للتعذيب وانتزاع الاعترافات من المتهمين كما يحدث في الدول القمعية، أو يتخيل أن الأطباء في الكويت متآمرون مع دولة معادية، وأنهم جاءوا لقتل الناس وتعذيبهم وزيادة آلامهم وأن الممرضين والممرضات جواسيس، وقائدي سيارات الإسعاف متحالفون مع أقوام من كواكب أخرى وأنهم ينفذون مخططا مشبوها لزرع الرعب والموت بين الناس في هذا البلد الآمن.
من يستمع لأقوال من يتوعدون الساير يظن أن لديهم وثائق ومستندات وصورا حية لعمليات الإبادة المنظمة في مستشفيات الحكومة، ويصاب بالدهشة والحيرة ويتساءل: هل يعقل أن تحدث هذه الكوارث في الكويت؟
نحن واثقون بأن الوزير الطبيب الإنسان د.هلال الساير سينجح في امتحان الاستجواب، لأنه نجح أولا أمام نفسه في إثبات جدارته بقيادة هذا الصرح المهم ونجح أيضا أمام الناس جميعا وهم يرون هذه الخدمات الطبية المتكاملة في كل المستشفيات والمستوصفات، وكلنا يقين بأن الماراثون الأكبر الذي يخوضه د. الساير يتمثل في تقديم كل ما يخفف من آلام المرضى، ويحقق أحلامهم وآمال ذويهم في الشفاء، وتلك مهمة عظيمة يستحق عليها هذا الرجل الإشادة، وأن نقول له من قلوبنا: شكرا يا دكتور.
[email protected]