مباحث أمن الحدود «صادوا» أحد البدون، وهذا يعني أنه صاحب أسوأ حظ في الوجود، وستعرفون السبب في ذلك، حيث انه سيتعرض إلى التعذيب والإهانة بكل أشكالها وفنونها وألوانها، ثم لن يجد أحدا يدافع عنه أو يهدد الداخلية بالانتقام الشديد إذا لم تقدم معذبيه إلى المحاكمة.
هذا البدون المنحوس، تلقى تعذيبا، بأشكال وألوان، على أيدي مباحث أمن الحدود، وأرغموه على التوقيع معترفا بأنه يهرب عراقيين، وهذه التهمة كفيلة بأن تأخذه وراء كل الكواكب والنجوم، وليس وراء الشمس وحدها.
وقد توجه المسكين الى الطب الشرعي، وطلب تقريرا حول وضعه الجسدي، فأصدر الطب الشرعي تقريرا يؤكد أنه تعرض الى التعذيب والإيذاء، فقدمه البدون الى النائب العام الذي أمر بفتح تحقيق في هذه القضية.
وقد ذكر البدون الضحية أنه تعرض للتعذيب والإهانات في حضور العقيد مدير مباحث أمن الحدود، وأنه كان يرى ويسمع ما يحدث، بمعنى أنه كان موافقا على ما تعرض له هذا الإنسان من أذى جسدي ونفسي.
وهنا يبرز السؤال الذي يردده الناس بصورة جماعية: هل نشهد فزعة نيابية لنصرة هذا البدون المعتدى عليه، كما حدث بعد تعذيب الميموني الذي لقي حتفه على أيدي رجال الأمن بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرض له؟
هل سنسمع صراخ النواب وتهديداتهم للداخلية والمسؤولين فيها، وعلى رأسهم الوزير، بالويل والثبور وعظائم الأمور، إن لم يقدموا المشاركين في تعذيب هذا الإنسان الى المحاكمة؟
هل يقيم النواب الندوات، ويلقوا الخطب الرنانة أمام الحشود ووسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية وهم يقسمون بأغلظ الأيمان بأنهم لن يتهاونوا إزاء هذه الجريمة، ولن يهدأ لهم بال حتى ينال المذنبون عقابهم العادل؟
هل يستنفر الكتاب الكويتيون ليدبجوا المقالات مستنكرين هذا الاعتداء الآثم على الانسانية، ومهاجمين مرتكبي هذه الجريمة التي تعتبر اعتداء على القانون والدستور ومبادئ حرية الإنسان وكرامته؟
هل ستمتلئ المواقع الإلكترونية والفيس بوك والتويتر بالتعليقات والاحتجاجات على هذه الجريمة، كما حدث بعد جريمة مقتل الميموني أم ان الأمر لن يأخذ هذا الزخم، وسوف يمر مرور الكرام؟
وهل يعتبر الاعتداء على مواطن كويتي جريمة لا تغتفر، والاعتداء على بدون.. مسألة فيها نظر؟
[email protected]