لن يكون خيالك قادرا على رسم صور مماثلة لما يحدث في سجن الابعاد عندنا هنا في الكويت فما يحدث هناك أكبر من الخيال وأعظم من قدرة العقل على الاستيعاب اذ لا يمكن للمرء ان يتصور مأساة تماثل الواقع في ذلك السجن الرهيب ولن يتمكن المدافعون عن حقوق الانسان في مختلف بلدان العالم من ان يتوقعوا ما يتعرض له المسجونون في الابعاد.
ببساطة هم اشخاص ساقهم حظهم الاسود الى ذلك المعتقل الرهيب بلا محاكمة ولا احكام قضائية صادرة بحقهم ولا يعرفون كم سنة يمتد بهم السجن ولا يدرون من الذي أصدر قرارا بحجز حريتهم.
هم أناس يعيشون خارج دائرة الحياة والانسانية عموما فلا احد يستجيب لشكاواهم ولا من يسأل عنهم او يتابع قضاياهم ولا احد يضع حدا للمعاناة الرهيبة التي يعيشونها رغم انهم احق الناس بالانصاف والرعاية فهم ليسوا مجرمين ولم يعتدوا على احد ولم يقترفوا ذنبا بل ان كل ما فعلوه ان الاجراءات حرمتهم من الاقامة لاسباب كثيرة لا داعي لذكرها هنا وكلنا يعرف اخلاقيات تجار الاقامات وأسلوب تعاملهم مع البشر وكم من ضحايا وقعوا بين ايديهم ودفعوا ثمنا باهظا.
هؤلاء الضحايا لم يتمكنوا من الحصول على اقامة رغم ان الوافد لا يهتم بشيء اكثر من الاقامة فمن دونها يعتبر نفسه قشة وسط الريح ومع ذلك فإن البعض منهم يعجز عن تجديد اقامتهم بسبب التعقيدات والروتين واطماع تجار الاقامات الذين تغلق شركاتهم المخالفة فيروح المقيمون ضحايا بلا ذنب.
في سجن الابعاد اشخاص امضوا سنوات عدة بلا محاكمة ولا تحقيق ولا متابعة تمر عليهم الليالي ثقيلة ومريرة ولا يعرفون متى ينتهي هذا الكابوس.
أحدهم نسي أشكال ابنائه انه يتمنى لو انه فقط يقدر على استحضارهم في خياله لكن مرارة السجن تأبى عليه ذلك وهو مازال سجينا في الابعاد ينتظر فرجا مجهولا ينقذه من هذا الألم.
يا حكومتنا الرشيدة تابعي أوضاع هؤلاء ورحلي من يريد الرحيل وأعيدي النظر في القرارات التي تحرم الآخرين من الاقامة ليعودوا الى الحياة من جديد وضعي حدا لهذه الكارثة التي تشوه صورة الكويت.
prada [email protected]