أود في البداية التأكيد على أنني أمقت كل فعل يسيء الى الأخلاق والآداب العامة وأرفض وأشجب وأدين وأستنكر كما يفعل العرب والمسلمين كل تصرف يعتدي على الذوق العام والقانون وعادات المجتمع وتقاليده.
ولهذا فإنني أرفض ما قام به ذلك الضابط في «الداخلية» من اعتداء على فتاة كويتية حتى لو كان ذلك يندرج ضمن الحياة الشخصية والأمور الخاصة لأن هذا الضابط يمثل وزارة عسكرية وعليه احترام بدلته الرسمية وألا يرتكب مثل هذه الأمور التي لا تتناسب ومكانة العسكري في المجتمع.
لكن ما حدث قد حدث والرجل فعل ما فعل وكل ابن آدم خطاء كما يقول الحديث النبوي الشريف فهل كان يجب أن يأخذ الموضوع كل هذه الضجة الإعلامية التي ملأت الآذان والأبصار والقلوب والعقول؟
هل كان يجب أن تأخذ القضية كل هذه الأبعاد وينشغل بها الرأي العام في الكويت حتى صارت حديث كل بيت؟! وبحسبة بسيطة أليس من المنطق أن تتوجه أصابع الغضب والاستنكار والاتهام إلى الفتاة التي كانت مع الضابط أليس مجتمعنا ذكوريا كما يقولون؟ فلماذا يتجاهلون الأنثى التي كانت طرفا في الحكاية ويوجهون أسلحتهم الى الذكر؟
ثم إذ هذه الفتاة مدرسة في التربية وهذا يعني أن أجيالا تتربى على يديها وتتخرج لتعمل وتشارك في بناء الوطن فأي جيل سيتربى على يد امرأة من هذا النوع؟ ولماذا لم تتوجه الانتقادات إلى وزارة التربية باعتبار المشاركة في القضية أحد أعضاء هذه الوزارة؟
لماذا لم يهاجم النواب وزير التربية ويطالبونه بالاستقالة مثلما فعلوا مع وزير الداخلية؟ أليس هذا من باب العدل والمساواة إن كانوا فعلا حريصين على سمعة البلاد وحماية المؤسسات الحكومية من الفساد والتصرفات الطائشة والأفعال اللا أخلاقية كما يقولون؟!
أليست وزارة التربية هي المعنية بتعليم أبنائنا وبناتنا وتدريسهم وتربيتهم ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين في الحياة؟ فلماذا إذن لا يطالب النواب بأن يكون أعضاء هذه الوزارة من الكاملين أخلاقا وسلوكا وتربية حتى يتمكنوا من زرع الأفكار الحميدة في نفوس أبنائنا الطلبة؟
لماذا لم يفتح النواب عيونهم جيدا ليروا القضية على حقيقتها ومن جميع جوانبها أم أن عين الرضا عن كل عيب كليلة.. وعين السخط تبدي المساوئ؟.. اتقوا الله في هذا الوطن يا نوابنا.