حين يتعلق الأمر بمستقبل الوطن ووجوده وسيادته فإن كل القضايا الأخرى تصبح هامشية ولا معنى لها، لأن الوطن يعني الوجود والكرامة والمستقبل وحين يصبح مهددا بالمخاطر فإن كل المصاعب الأخرى تتلاشى وتذوب فلا قضية أكبر من الوطن ولا هدف يتقدم على حمايته والذود عنه وحفظه سالما غانما.
أقول هذا الكلام بمناسبة قيام ويكيليكس بنشر معلومات خطيرة تقول فيها إن الكويت لن تبقى على الوجود في العام 2020 وأن هذا البلد سوف يصبح تابعا للعراق في العام 2025 ولن يعود هناك بلد في العالم اسمه الكويت.
وقالت وثائق ويكيليكس إن السفيرة الأميركية في الكويت أكدت في تصريح لها أن الكويت ستزول من خارطة العالم في العام 2020 وبررت ذلك بأن القائمين على شؤون البلاد والأعيان والمتنفذين و«الهوامير» باللهجة الكويتية مشغولون بنهب ثروات البلاد وكأنها دولة مؤقتة. وأضافت السفيرة أن الكويت هذه الدولة الصغيرة تعيش حالة من الرعب والهاجس الأمني نتيجة عدم استقرار علاقاتها مع كل من العراق وإيران.
وفي لقاء له على احدى الفضائيات العربية أكد د.عبدالله النفيسي ما ذهبت اليه السفيرة الأميركية في الكويت من أن الكويت سوف تزول عن خارطة العالم بسبب الأطماع من حولها. وانتقد النفيسي رئيس الحكومة السابق سمو الشيخ ناصر المحمد ووصفه بأنه لا يقدر على إدارة شؤون الحكومة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل قرأ المسؤولون في الكويت هذا التصريح الخطير؟
وهل أيقن هؤلاء المسؤولون بأن كثيرا من القياديين والمتنفذين والهوامير مشغولون فعلا بسرقة أموال الكويت؟ وهل وضع هؤلاء المسؤولون خطة حقيقية لمواجهة هذا الاحتمال المرعب الذي يهدد وجودنا وحياتنا ومستقبل أجيالنا؟ وهل سنرى تحركا جادا من قبل المسؤولين للقضاء على كل مظاهر الفساد ولحماية الكويت وأهلها ومستقبل أبنائها؟ أم أن هؤلاء المسؤولين مشغولون مثل غيرهم بنهب ثروات البلاد فلا يرون ولا يسمعون غير بريق الذهب، ورنين الفلوس؟
[email protected]