بقلم: فهد الحجي
كتب الاعلامي المعروف جهاد الخازن مقالا وصف فيه المعارضة الكويتية بأنهم «اولاد شوارع».
بداية، هذا المستوى من الخطاب لا يليق برجل محترم واعلامي معروف، وعبارة «اولاد شوارع» لا تتردد كثيرا على السنة الناس الذين يحترمون انفسهم ويحترمون الآخرين، لأنها تعني انحدارا في لغة الحوار واساءة واضحة لاصول التخاطب بين الناس.
وللعلم، فإن «اولاد الشوارع» تعني فئتين من الناس: الاولى لا وطن لها ولا ارض ولا بيت، فهي متشردة هائمة على وجهها، والثانية تعني الناس الهمج الجاهلين المحرومين من التعلم والاصول والمبادئ والقيم ايضا. وليس الكويتيون، كلهم، من هاتين الفئتين، فهم ابناء نعمة ولله الحمد، كل منهم يتنعم في بيت تتوافر فيه كل وسائل الراحة، وهم يعيشون في ديرتهم وسط اهلهم وذويهم، وهم ايضا من ذوي الاخلاق العالية، والشهادات، والمراكز، والمناصب، والوجاهة الاجتماعية، وليس بينهم متشرد، او منبوذ، او عديم الخلق، فمن اين اتى الخازن بوصف «اولاد الشوارع» لهؤلاء الناس؟! وعادة ما يستخدم الكتاب والمحللون السياسيون مصطلح الشارع العربي، ورأي الشارع، ونبض الشارع، والمقصود به هنا رأي عامة الناس، وهو شيء معروف وامر محمود، لكن ليس بالانحدار الذي اتبعه الخازن في حديثه ليصف المعارضة الكويتية بأنهم «اولاد شوارع»، بما يتضمنه هذا المعنى من سوقية ورخص وبذاءة.
واذا كان الخازن يعاني من عقدة ما من الشارع، او انه ذاق الويلات من التشرد قديما ما اضطره الى ترك بلاده واللجوء الى بلاد الغربة بحثا عن اللقمة والامان والبيت الذي يأوي اليه، فإن هذا بالتأكيد ليس مبررا ليوجه الالفاظ الجارحة الى الآخرين، ويتهمهم بما ليس فيهم، وحبذا لو ان الخازن اهتم بنفسه، وترك الكويت لاهلها فهم ادرى بشؤون حياتهم وامور بلدهم وقضاياهم، ولا يحتاجون من الخازن وامثاله هذه الفتاوى والتنظيرات.