تصرف وزارة التربية إعانة شهرية للطلبة الجامعيين وطلبة المعاهد قدرها 200 دينار شهريا، لكي يستعينوا بها على نفقات الدراسة ومتطلبات الحياة.
لكن هذه الإعانة تتحول في أحيان كثيرة إلى إهانة وللأسف الشديد.
فالطلبة لا يتسلمونها شهريا، وقد يمر شهران أو ثلاثة قبل أن يتسلموها، رغم أن عليهم التزامات مادية كثيرة وثقيلة.
كما أن أولياء أمورهم، من ذوي الدخول المحدودة، ولا يستطيعون توفير المبالغ المالية التي يحتاجها أبناؤهم، وبعض هؤلاء الطلبة يدرسون في جامعات خاصة، وهم مضطرون لشراء الكتب، ومعروف أن الكتاب الجامعي يتجاوز سعره الأربعين دينارا، ومعنى ذلك أن المعونة التي تصرفها وزارة التربية للطالب لا تكفيه ثمن الكتب، فماذا يفعل حين يتأخر صرف المبلغ المستحق؟
وماذا يفعل هذا الطالب إذا احتاج بعض اللوازم الدراسية، وهو لم يقبض مبلغ الإعانة، وأسرته غير قادرة على توفير المبلغ المطلوب؟
قد لا يصدق أحد أن الطلبة الكويتيين يعيشون هذا الواقع المؤسف، مع أن الكويت معروفة بأنها بلد الرفاه والازدهار، وان شعبها يعيش في بحبوحة من الحياة، ولا ينقصه شيء.
كلنا أمل في أن ينهي وزير التربية الجديد د.بدر العيسى هذا الواقع المزري للطلبة الكويتيين فهو الأقرب إليهم، والأكثر معرفة ودراية بأوضاعهم وأحوالهم، نظرا لأنه كان مدرسا في جامعة الكويت، وكما يقال فإن أهل مكة أدرى بشعابها.
نتمنى أن يتخذ الوزير العيسى قرارا ينصف الطلبة ويضمن لهم حقوقهم المادية، لتتسنى لهم مواصلة دراستهم وحياتهم بكرامة.
الآمال معقودة على الوزير الأكاديمي الذي يعرف جيدا معاناة الطلبة، وهو بالتأكيد كفؤ لهذه المهمة.