تفاءل الناس كثيرا حين تولت وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود مسؤولية الوزارة، لما لها من تاريخ تربوي وأكاديمي حافل، وهي دون أدنى شك كفاءة أكاديمية ودليل ذلك توليها رأس الهرم في الجامعة العربية المفتوحة وغيرها من المناصب، كذلك جاء توزيرها إكمالا لعقد حكومة التكنوقراط التي سعى سمو رئيس مجلس الوزراء إلى تفعيلها، ولكن بعد مرور ما يقارب العام ونصف العام نجد أن الوزيرة الفاضلة أسيرة بعض القيود السياسية والمقايضات النيابية التافهة، علما بأنها ضمن حكومة تملك الأغلبية النيابية المريحة، كما أن الوزيرة يشهد لها الجميع بسلامة يدها ونظافتها، فلماذا الخوف يا دكتورة؟
مدير الجامعة «ما رحمتيه ولا خليتي رحمة الله تنزل عليه» وهو المنصب الأكاديمي الأول والأهم في الجامعة حيث جعلته عرضة للتجاذبات والترضيات، والفراغ في هذا المنصب الحساس ليس أمرا هينا وأنت أدرى بذلك يا دكتورة.
أما مديرو المناطق التعليمية فقد أجريت لهم المقابلات، وترأست الوزيرة نفسها بعض اللجان فيها منذ فترة ليست بالقصيرة، لكنها تركت الأمر على ما هو عليه عسى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
عزيزتي وزيرة التربية لا أستطيع استيعاب قول ان مجلس الوزراء أو مجلس الأمة يقف عائقا أمام سد الشواغر في وزارة التربية والأمر هو مسؤولية في اتخاذ القرار وأمانة في الاختيار، ولا يعيب في ذلك الجنس ذكرا كان أو أنثى، مع أن المرأة في الوزارة وبحكم توالي وزيرتين على قيادتها أخذت حقها كاملا في جميع المناصب وأصبح الرجل هو من يطالب بحقوقه، مسكين يا الرجل.
دكتورة، القرار يجب أن يتخذ في توقيته المناسب، فحرام ما يحدث بسبب تأخر القرار، وترك هذه الأمور المهمة لتكون مادة مستهلكة للإعلام والناس في دواوينهم، وهذا أمر لا يعكس ما أنت عليه من خبرة أكاديمية ومكانة علمية.
ومع ما يحدث في وزارة التربية، أتوقع بعد عامين أن يتحول اجتماع مجلس الوكلاء فيها إلى «شاي الضحى» بسبب نون النسوة، والله أعلم.
[email protected]