عيد أضحى مبارك وسعيد، وكل عام وأنتم بخير أعزائي القراء، يكمل اليوم حجاج بيت الله الحرام مناسكهم في جو إيماني جميل، يشعر من خلاله المسلم بعظمة هذا الدين وعلو شأنه. والجميل في هذه الأجواء أن يتمعن المسلم في مبادئ هذا الدين العظيم التي رسخها في تعاليمه وجعلها خالدة وصالحة لكل زمان ومكان.
ومن باب النظر في واقع الحال نجد أن الكثير من أبناء المسلمين ممن أعمتهم وسحرتهم الثقافة الغربية يتهمون الإسلام بالرجعية والتضييق على الحرية الشخصية وأن المرأة في الإسلام مسلوبة الإرادة، ويتشدق البعض بحرية الغرب وديموقراطيته وأنها طوق النجاة من غياهب الرجعية الإسلامية على حد قولهم وتفكيرهم.
والعجيب والغريب أنهم أوقفوا أقــــلامهم وأقفلوا آذانهم عن الكثير من الأحــــداث التي وقف الغرب خلالها ندا فــــي وجه الديموقراطية والحرية ومثال ذلك، عدم اعتراف الغرب برمته بحكومة حماس التي فازت بمعاييرهم ومراقبتهم في الانتخابات الفلسطينية لأسباب معروفة لكل من في قلبه نبض ونسفت وقتها المبادئ الديموقراطية العريقة.. والمثال الثاني هو منع الحجاب في فرنسا التي تعد المناضلة والمقاتلة الشرسة من أجل الحرية، منعت المسلمات من أن يفعلن ما يتعبدون لله به، ومهما وضعوا مبرراتهم لمنع الحجاب فالأمر ليس الذي ينشده متشدقونا.
ومثال ثالث وأخير هو الرســــوم المسيئة لخير البشرية حين دافـــع مــــن أجل إظهارها الغرب أجمع بداعي الحرية، بينما عندما يكتب أي شخص عن السامية أو ينكر محرقتهم قد يسجن في قوانينهم ومفاهيم حريتهم وتضاريس ديموقراطيتهم.
لا شك أن واقع المسلمين والعرب لا يخلو من أخطاء، لكن الغرب هم من يقود البشرية ومجتمعاتهم متطورة عنا إلا أن مبادئهم إما أنها خالصة لهم، وإما أنها لا تصلح لنا، كما أنهم يتعاملون بمعاييرهم فيما بينهم، لذا أدعوكم دعوة الصادق أن تتخلقوا بمبادئ الإسلام فهي الباقية وهي والصالحة ولا تكونوا كالغراب والله أعلم.
[email protected]