لم يتوقع أحد يوما من الأيام أن شابا تونسيا يقود عربة خضار يبيع من خلالها البقدونس أن يكون سببا لثورة شعب كامل على حاكمه الذي استمر في الحكم 23 عاما.
هناك مثل شعبي مصري يقول «يودع سره في أضعف خلقه»، وبالفعل كان هذا الشاب سر سقوط الحكم العنيف لزين العابدين بن علي، فلا يأمن أحد على كرسيه من ثورات الشعوب، وهذه فرصة لجميع حكام العالم كي يعدلوا ما استطاعوا ولا تغرهم قوة الأجهزة الأمنية، فالشعب أقوى وأبقى.
تحية كبيرة للشعب التونسي المغوار الذي قاد الثورة بمسؤولية وشعور مفعم بالوطنية، ووجه رسالة لجميع حكام العرب الذين أتخمتهم الأموال وشعوبهم تحت مستوى خط الفقر!
يتصف وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد بالشجاعة والتصريحات النارية والتي سرعان ما تنقلب عليه رأسا على عقب، ويرجع سبب تلك النكبات التي يتلقاها الوزير ممن حملهم مسؤولية إبلاغه بالحقيقة التي طالما أخفوها عنه مع الأسف، فكم مرة يقع في حرج من المعلومات المغلوطة التي يزوده بها مستشاروه.
مرت علينا أحداث أفقدت وزارة الداخلية مصداقيتها سواء المؤتمر الصحافي الذي أنكر ضرب المواطنين في حادثة الصليبخات أو الحادث الأخير الذي راح ضحيته مواطن بسبب تعذيب أفراد المباحث له، وصراحة لا تكفي استقالة الوزير لتصحيح الأخطاء، بل يجب إزالة تلك العناصر عن الوزارة كي تعود ثقة المواطن بها.
إذا صح خبر توجيه اتهام من أمن الدولة لمحمد الجويهل بداعي شق صف الوحدة الوطنية والإضرار بالنسيج الاجتماعي للبلاد فلا أملك إلا أن أن أقول.. سبحان مغير الأحوال!
[email protected]