الثورة أو الانتفاضة هي نزع الشعوب للقيود التي أثقلت كاهلهم، والانتقال إلى وضع يزيل تلك الحقبة برموزها، للأسف الشديد لا يوجد لدينا في المنطقة نموذج جيد للثورة، وأغلب رموز الثورات العربية أثبت فشله بعد تولي المسؤولية.
ومن هذا المنطلق، أشعر بالحزن مع انطلاق كل ثورة في العالم العربي، لأن الأوضاع بعدها أسوأ من قبلها، صحيح أن عناصر تكوين الثورة اختلف في عصرنا هذا عن الحقب الماضية لكن يبقى المضمون واحدا، فلا ديموقراطية حقيقية ولا اجتثاث للفساد المؤسسي. فلو بادر الشعب بمسؤولية وطلب إجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وحافظ على كيان الوطن وهيكله ومؤسساته لكان الوضع مختلفا تماما. فالفساد في السلطة هو الفساد الذي بالشارع وكما قال صلى الله عليه وسلم: كما تكونون يولى عليكم. فلا يصلح الحاكم إلا إذا صلح شعبه، فمن الذي يدير الفساد في وزارات الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص وجميع المصالح، أليسوا أفرادا من الشعب أم السلطة وأذرعها؟!
لا يفهم من كلامي تبرير فساد الحكام ولكن لا يظن الشعب أننا في مجتمعات ملائكية وليقف الجميع عند مسؤولياته الحقيقية ويضع استقرار البلاد وأمنها أمام عينيه.
أقسم بالله العظيم لقد أحزن قلبي، وأدمع عيني ما جرى في أرض الكنانة، فلست هنا بصدد الدفاع عن الحكومة المصرية، ولكنني أتحسر على الدولة التي قال عنها المولى عز وجل (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) فمصر العزيزة مع هذه الظروف فقدت أهم ما يميزها عن سائر البلدان والأمم وهو أمنها، فلا برادعي فيينا القابع خارج أم الدنيا طوال عمره يهمه حال مصر ولا الإخوان يفرحهم صلاح حالها، فالله الله في مصر يا أبناء مصر.
[email protected]