أنشئت إذاعة القرآن الكريم في الكويت نهاية الخمسينيات، مع بداية بث الإذاعة الرسمية لدولة الكويت، وكانت ومازالت هذه الإذاعة بذرة خير للكويت وأهلها، كيف لا ومن أهدافها إذاعة القرآن الكريم على المستمعين بأعذب الأصوات، ونشر علومه ومعجزاته للعامة وأخذ العبر من قصصه وآياته، وقد أسبغ الله عليها من فضله ونعمته أناسا مخلصين مجتهدين حافظوا على أهدافها منذ نشأتها وبذلوا الغالي والنفــيس لكي تستمر في عطائها المتميز، فلهم جزيل الشكر.
فالإذاعة حالها كحال جميع الأجهزة الحكومية التي واكبت التطور بنقلة نوعية من أجل سهولة الوصول للمعلومة من خلال الأرشفة الإلكترونية التي أراحت المعدين الأفاضل من حمل البكرات من الأرشيف الى أجهزة البث وذلك من خلال نقل محتوى البكرات إلى أجهزة الكمبيوتر الخاص بالبث الإذاعي ولكن للأسف لم يستكمل نقل كامل الأرشيف إلى أجهزة الكمبيوتر كي يستطيع المعدون إعدادها للبث، مما حرم المستمعين من كنوز نادرة وتسجيلات فاخرة قام بها مؤسسو إذاعة القرآن الكريم الأوائل وأصبحت أغلب المواد المعروضة في إذاعة القرآن مكررة!
فهل يعقل أن تكرر ختمة منذ 11 سنة في نفس التوقيت وختمة أخرى منذ 5 سنوات في نفس التوقيت، وهل يعقل أن يحرم المستمعون من تلاوات الشيخ عبدالباسط عبدالصمد النادرة بسبب أن له ختمة تبث يوميا، وأن هناك قرارا بمنع الجمع بين الختمة والتلاوة، وهل يعقل أن نحرم من ختمة الشيخ محمود الحصري المرتلة بسبب أنها مازالت بكرات؟!
وهل يعقل أن أوقات الذروة متروكة لقراء ليسوا على مستوى الإتقان المطلوب ويترك الشيخ البنا والرزيقي الى أوقات لا يسمعها إلا القلة، هنا يجب أن نعرف أين مراقب التلاوات المسؤول عن بعض الختمات التي تذاع لمشايخ لم نسمع لهم من قبل في إذاعات بلادهم؟! ألا يوجد مراقب يميز القراءة التي تصلح من غيرها؟!
عموما، هذا عتب محب وغيور على إذاعة بلاده وهذا كذلك لا يمنع أن نشيد بالبرنامج التوعوي واحة المستمعين ومقدمه المتميز بوشملان بارك الله فيه، ونتمنى أن يستمر الاخوة في الإذاعة على جهودهم الطيبة وألا يحرمونا من كنوزها المدفونة بالأرشيف. والله أعلم.
[email protected]