الأوضاع السياسية التي مرت بها البلاد في ظل حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد كانت مأساوية بمعنى الكلمة، حتى إن الشعب تشبع وطفح من تعاطي الوضع السياسي مما أثر بشكل مباشر على روح الإبداع في الوطن عموما من شباب ومفكرين ومؤسسات تنموية وثقافية وكان سبب ذلك بالتساوي الحكومة والمجلس، فقد كان طرفا النزاع لا يقبلان الحلول الوسط أو الأطراف المحايدة مما خلف أوضاعا غير صحية في كل المجالات من الصحة والتعليم والاستثمار الى أن نصل الى الموظف العام الذي يرى أن إبداعه وقيامه بعمله أمر لا يؤجر ولا يؤثم عليه.
ومع التحول الدراماتيكي الكبير والمؤثر في موازين اللعبة السياسية أصبحنا أمام أمر غاية في الإحباط وقتل الطموح والأمل الذي كان معقودا على اصطفاف الأغلبية مع سمو الشيخ جابر المبارك الذي أبدى استعدادا جيدا للعمل والإصلاح ولكنه اصطدم بأغلبية خلطت الشامي بالمغربي لا تعرف ماذا تريد ولا تعي ما تعمل، الأغلبية للأسف أشغلها التراشق الإعلامي وتسجيل البطولات عن العمل والإنجاز.
الأغلبية حددت أولويات لشهر مارس لم تناقش الى الآن ونحن على أعتاب شهر مايو، الأغلبية تريد تحديد أولويات لشهر مايو بالتنسيق بين أعضائها علما بأن التنسيق أصبح مثل «بيض الصعو» الذي نسمع عنه ولم نره، الأغلبية حققت في قضايا واعترضت على قرارات القضاء وتدخلت في الشؤون التنفيذية للحكومة ولم تذكر دورها التشريعي الذي هو أصل وجودها، الأغلبية التي خصصت جلسات لقضايا طارئة ولم يكتمل نصابها في خطة التنمية التي تقدمت بها الحكومة.
مازلت أثق في بعض أعضاء كتلة الأغلبية ولكن تيار الفوضى والكذب وتسجيل المواقف أكبر منهم وأجشع بكثير.. والله أعلم.
[email protected]