انتشرت في الآونة الأخيرة ظواهر سلبية لم نعهدها من قبل ولم تكن معروفة في عهد الآباء والأجداد وهي عبارة عن أمراض فتاكة وأوبئة مبيدة للقيم والأخلاق، انتشرت تلك الظواهر بسبب الخصام السياسي والطائفي الذي عاشته البلاد في السنوات الست الأخيرة، وزاد من حدة انتشاره الوسائل الإعلامية المختلفة من صحف وقنوات فضائية ومواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تولى بعضها من لا يعرف القيم والأخلاق ولا نبل الخصومة وشرفها.
من تلك الظواهر السلبية المؤلمة هتك الأعراض وفضيحة الأستار وهذا الأمر خطير جدا ومنكر كبير إذا لم يتناه عنه أبناء الوطن الواحد جر خيباته وحسراته على الوطن بأكمله وهدم ركيزة للتعايش المشترك وهي الرحمة والأخلاق الحميدة.
يقول المولى عز وجل: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة..) كما يقول المولى عز وجل مخاطبا المسلمين كافة (.. ألا تحبون أن يغفر الله لكم) ويقول المولى عزل وجل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء». ويقول صلى الله عليه وسلم «إن الله حيي ستير».
هذا ما نهت عنه الشريعة الإسلامية وحذرت منه وتوعدت مقترفه بالعذاب الأليم لما يسببه هذا الصنيع من فساد في الأمم والأخلاق وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت....
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لا شك أن للخصومة السياسية ضوابط يجب ألا يخرج عنها الإنسان فالأمر يبقى اجتهادا والكل ينشد الصالح العام وللخصومة حدود لأن الإنسان مهما بلغ من المثالية تبقى له هفوات وزلات والله بالسر عليم، نصيحة لكل سياسي أو متابع يجب أن يضعها نصب عينيه وهي أن يعامل الناس بمثل ما يحب أن يعامل به فللناس كرامات وحياة خاصة لا يحبون أن تلوث بسبب خصومتهم السياسية «ولا تزروا وازرة وزر أخرى».. والله أعلم.
[email protected]