انتهجت المعارضة في الفترة الأخيرة نهجا غير مألوف في الحياة السياسية الكويتية واستخدمت من خلاله جميع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة بهدف إنجاز مشروعها السياسي الإصلاحي ومحاربة رموز الفساد كما تزعم، فاستخدمت الطائفية تارة والطبقية تارة أخرى والقبلية بكثرة وإن كانت السلطة أو من يوالونها نجحوا في استخدام هذه الأسلحة التي دمرت النسيج الاجتماعي وزرعت في أرض الوطن أشواكا يصعب القضاء عليها سريعا وكل هذا من أجل الإصلاح كما يدعي الطرفان!
كما نجحت المعارضة في حشد الشارع من خلال ساحة الإرادة والتجمعات الأخرى مقابل قصر العدل والمباحث الجنائية وأماكن كان لها ارتباط في التجمع في ذلك الوقت وكان النجاح في ذلك التجمع مرتبطا بعدد المشاركين الى أن وصل الذروة في آخر تجمع من خلاله، تم حل مجلس 2009 واستبعاد سمو الشيخ ناصر المحمد من رئاسة الحكومة، ونجاح المعارضة في إرجاع أحمد السعدون الى منصة الرئاسة، ويبدو أن المعارضة كان هذا هدفها لا غير حيث لم تتقدم بما خرج من أجله الناس في آخر تجمع وهي القوانين الإصلاحية التي وعدت المعارضة الناس بإقرارها حال وصولها، ورغم استمرار مجلس 2012 المبطل لقرابة الأربعة أشهر الا أن ذلك لم يحدث، بينما الذي حدث هو تصفية للحسابات واستجوابات شخصية بحتة تسابق عليها النواب لكسب الشو الإعلامي والتكسب الرخيص وعقد جلسات خاصة لمناقشة أوضاع إقليمية لا يملك المجلس تغييرها والتأثير فيها!
وبعد حكم الدستورية الذي أبطل مجلس 2012 بدت المعارضة في حالة التوهان وأصبحت مصداقيتها على المحك بعد خذلانها للشارع في عدم إقرار القوانين الإصلاحية التي وعدت بها ووجدت صعوبة في إقناع الناس بأنها خير من يمثلهم، وحاولت النهوض من جديد بأسلحتها المشروعة وغير المشروعة إضافة إلى سلاح الطعن بالقضاء وهو أخطر الأسلحة وكفيل في حد ذاته بهدم أركان الدولة ولكن ووجهت من بعض الشباب الذين سئموا التنظير المكرر ورموز الفساد والحكومة الخفية التي لم تتجرأ المعارضة على كشفهم للناس ولم تقدم ما يثبت تورطهم ولم تبتعد عن الساحة لدخول لاعبين جدد يمكنهم أن يفعلوا ما عجزوا عنه.
بعد فشل المعارضة في دواوين الاثنين الجديدة وفشل الوثيقة الرمضانية دعت الى تجمع ساحة الإرادة الأخير عسى أن تجد ما يحشد الناس فتجد أعضاءها يثيرون القضايا الطائفية تارة والطبقية تارة أخرى، حتى أنني حاولت جمع المطالب المطروحة في ساحة الإرادة وإذا بها مليئة بالتناقضات حيث ان مطلب الإمارة الدستورية والدائرة الواحدة يعارضه نصف المشاركون في الإرادة وهناك من سيذهب لقضايا طائفية والبعض لنصرة الجيش الحر والبعض لمواجهة الانقلاب على الدستور والبعض الآخر لا يجد سببا معينا أو بمعنى أصح «حشر مع الناس عيد»! يجب على المعارضة أن تعرف ما تريد لكي تفعل ما تستطيع.. والله أعلم.