نختلف ولكن لا نفترق، إن ما حدث في قاعة عبدالله السالم وتحت قبة البرلمان لهو أمر مؤسف لم نعتد عليه أبدا منذ بداية المجالس النيابية إلى يومنا هذا أي ما يقارب الخمسين عاما، نعم من الممكن أن نختلف وهذه ظاهرة صحية لان من المستحيل أن نتفق على كل المسائل والقضايا ولكن كما يقول المثل «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية». لقد تابعنا منذ زمن قريب التصريحات الاستفزازية التي صدرت من بعض النواب ومواقف البعض منهم كذلك من قضايا محلية وإقليمية، وحذرنا في أكثر من مناسبة من خطورة الانزلاق إلى هذا المنحنى الخطير إلى أن أصبح شيئا تراكميا في نفس البعض من النواب من الخصوم السياسية للطرف الآخر حتى جاءت ساعة الصفر يوم الأربعاء الماضي عندما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى. وفي نظرتي المتواضعة للأحداث السياسية المحلية أرى ان الشرارة الأولى التي أشعلت احداث الأربعاء هي وقائع ديوان الحربش والمواقف المتباينة التي وقفت مع او ضد تصرفات الحكومة وتعاملها مع تلك الأحداث فالفريق الذي وقف ودافع عن الحكومة كان الأولى به ألا يكون بموقع المحامي والمدافع عن الحكومة لان الحكومة اقدر وأولى بالدفاع عن مواقفها وإجراءاتها وكذلك موقف بعض النواب من موضوع رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم وغيرها من القضايا أدت إلى هذا التشاحن التراكمي. وفي اعتقادي أن الحكومة ساهمت في خلق هذا الجو المشحون فلو كانت منذ بداية الشرارة الأولى تعاملت مع تلك القضايا والمواضيع والملفات الساخنة والحساسة بما يجب أن تقوم به كحكومة دون تدخل بعض النواب في الدفاع أو الهجوم المضاد لما وصلنا إلى التشابك بالأيدي ولكن للحكومة حسابات سياسية أخرى معروفة لدى السياسيين دون الدخول في التفاصيل وهذا شيء مؤسف، كذلك هناك أمر آخر مهم ويساهم في منع مثل ذلك الاحتكاك بين النواب ويمنع الخروج عن النظام وهو تطبيق اللائحة الداخلية المتعلقة بإدارة الجلسات ومحاسبة كل من يخرج عن اللائحة دون مجاملة تفاديا لمثل تلك الواقعة. أي تصرف ممكن يؤدي إلى تهديد وحدتنا الوطنية مرفوض بتاتا من قبل كل الشعب الكويتي لأن وحدتنا الوطنية خط احمر فعلى الحكومة عدم السماح لأي جهة نيابية بالوقوف موقف المدافع عنها فهذا دورها أن تقوم بذلك وعلى النواب الأفاضل الالتزام بلائحة الجلسات فهو يسهم ويفوت الفرصة على من يريد أن يجر الآخرين إلى مثل تلك المنازعات، فلنجعل الكف للسلام على بعضنا البعض ونترك العصا على جنب فنحن نختلف ولكن لا نفترق.
٭ لفتة جميلة: اجتماع أطراف المشاجرة على مائدة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحضور رئيس مجلس الأمة هو لفتة أبوية كريمة لرأب الصدع وإذابة جليد المشاحنات ومصالحة أبنائه وهذا دليل حرص سموه على المصالحة والحفاظ على النسيج الوطني وهذه ليست بغريبة على سموه فشكرا لك يا صاحب السمو.
[email protected]