التهديد الذي مارسه القطاع النفطي بالإضراب وشل هذا القطاع بأكمله ما لم تقر الزيادة التي تقدموا بها، وما تبعه من خضوع الحكومة لهذا التهديد وموافقتها على إقرار الزيادة المقترحة لهم بحسب ما جاء في تصريح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الأخ علي الراشد معللا تجاوب الحكومة مع تهديدات القطاع النفطي بأنه يرجع للضرر والخسائر الفادحة التي ستتكبدها الدولة وتقدر بمبلغ 100 مليون دينار يوميا، ولاشك أن هذا المبلغ ليس بالقليل ولا توجد بدائل لسد العجز العمالي فيما لو لم تقر الزيادة ونفذ المضربون في القطاع النفطي إضرابهم.
ولنا وقفة مع هذا الموقف ككل لكي أوضح من وجهة نظري طريقة تعامل الحكومة مع مثل هذه المواقف لان الحكومات لا تقاس بانجازاتها فقط وإنما بكيفية التعامل مع مثل تلك الأزمات.
أولا وقبل كل شيء أنا لست مع الإضراب عن العمل وشل حركة البلاد بالكامل وإلحاق الضرر بالاقتصاد والمصالح العليا لها وانا مع تحقيق أي مطالبات إن كانت مستحقة من خلال الحوار والإقناع لأنهما السبيل لتحقيق المطالب ولكن بشرط أن تكون الحكومة منصفة في تحقيق تلك المطالب من عدمها ولديها الحلول البديلة لأي موقف او مشكلة أو مطالبة مادية.
ولكن مع الأسف أثبتت الحكومة أنها لا تملك البدائل في حوارها مع الأطراف المطالبة وكأنها عاجزة، وهذا ما يدل على أنها حكومة تفتقر إلى فرق عمل لإدارة مثل تلك الأزمات، وهذا ما أكده وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في مقابلة مع قناة الراي، وهذا الموقف من الحكومة نتج عنه أنه شجع كثيرا من قطاعات الدولة ممن لديهم مطالبات بزيادة الرواتب او الكوادر بالمضي في مطالباتهم والتلويح بالإضرابات والاعتصامات إذا لم تلب مطالبهم لدرجة أن البعض سمى هذه السنة أي سنة 2011 «بسنة الإضراب»، بينما رد الأخ وزير الدولة بأنه ينصح هؤلاء بعدم تنفيذ إضراباتهم وليس من صالحهم إذا ما تم ذلك لأن الحكومة لن تسمح بتكرار هذا السيناريو وبالتالي يفسر بأنها أي الحكومة رضخت لإضراب آخر وإنها لديها البدائل بما فيها الجيش والشرطة، ولكن مع احترامي الشديد لوجهة نظر الأخ الوزير إلا إن الواقع قد يبدو غير النظري واعتقد الأخ الوزير يعرف ماذا أعني فعلى الحكومة أن تكون على رأس أولويات جدول أعمالها كيفية مواجه تلك الإضرابات بوجود بدائل عملية مقرونة بفرق لإدارة تلك الأزمات وكيفية التفاوض والمواجهة السلمية طبعا مع تلك الإضرابات بالحوار البناء وإلا سيصيبها هشاشة العظام.
[email protected]
twitter:@fafalmasoud