قرار تنظيم المناطق السكنية من الداخل وتحديد أنواع الخدمات المقدمة لها بحيث تتولى الجمعيات التعاونية تجهيز وتوفير جميع الخدمات الغذائية والاستهلاكية هو قرار صائب الهدف منه تقديم خدمات ذات جودة ومستوى مقبولين وبنفس الوقت القضاء على الباعة الجوالين والبقالات المتهالكة والتي تعرض بضاعة على وشك أن تنتهي صلاحيتها ناهيك عن مستوى النظافة للمكان والبائعين، ولكن أن يعود نشاط البقالات وينتشر بشكل واضح في منطقة سكنية مثل العارضية فهذا تجاوز صارخ لقرار التنظيم.
لقد اتصل بي أحد الأصدقاء ممن يسكنون في منطقة العارضية يستنجد وذكر لي معاناة أهل العارضية وهو منهم من الوضع الغريب والمخيف في منطقتهم فقد وصف لي الواقع وهو وجود ظاهرة منتشرة في هذه المنطقة تتمثل بانتشار دكاكين تمارس نشاط البقالة السريعة تبيع الحلوى والمرطبات وغيرها من الأصناف سريعة الحركة ولكن بشكل محدود وان من يقوم عليها أي تلك البقالات عمال من الجنسية الآسيوية، أنا شخصيا لم أصدق هذا الخبر ولكن إصرار الصديق وتكراره لتلك الواقعة وأخذ يحلف حتى قلت له لا داعي للحلف فأنت صادق بما تقول بإذن الله، حتى أصر على دعوتي للحضور إلى منطقة العارضية لمشاهدة ما يجري هناك، وبالفعل مع إصراره وتكرار الدعوة لي ذهبت إليه وأخذني في جولة، وبالفعل شاهدت هذه البقالات غير المرخصة وهي عبارة عن غرف في منازل سكنية يقوم صاحب هذا المنزل بتأجير الغرفة إلى احد العمالة الآسيوية ويقوم هذا العامل ببيع الحلويات والمرطبات.
وأنا هنا عندما أصف الواقعة ليس الهدف منها قطع أرزاق هذه العمالة، ولكن الحدث أكبر وأخطر من ذلك في ظل غياب رقابة الأمن والبلدية والتجارة عما يحدث هناك، فهو بالإضافة لمخالفته للقوانين التنظيمية والترخيص فهو يشكل خطرا على أهالي العارضية، أولا من الناحية الصحية وتتمثل ببيع مواد لا نعلم مدى صلاحيتها، ثانيا من الناحية الاجتماعية فهذه العمالة تتعامل يوميا مع أطفال وخدم ثالثا الجانب الأمني وهو الأهم لأن ربما هذه العمالة تكون سائبة أو مطلوبة امنيا، لذلك أوجه نداء إلى الجهات المعنية بدءا من مخفر المنطقة والبلدية والتجارة بضرورة التحرك الفوري لإزالة تلك المخالفات قبل أن يقع الفاس بالراس وحتى تعود العارضة نموذجية.
[email protected]
twitter:@fafalmasoud