وزارة الخارجية من الوزارات السيادية في حكومة الكويت وهي تنتهج منهجية تعبر عن السياسة الخارجية للكويت وعلاقاتها مع دول العالم ومواقفها السياسية على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وهذه المنهجية ظلت مستقرة لسنوات طويلة إلا أن بعض الأحداث الخارجية والداخلية الأخيرة وتواترها جعلت الوزارة تحت مجهر أعضاء مجلس الأمة ولعل قضية الإيداعات المليونية والتي اتهم بها بعض أعضاء المجلس واتهام الحكومة بالتورط في تلك الإيداعات من خلال عدم جديتها في التعامل مع هذا الملف المهم ابرز تلك الأحداث التي قد تكون السبب وراء استقالة وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح بعدما وجه له النائب مسلم البراك أسئلة برلمانية عن تحويلات مالية لأشخاص عن طريق بعض سفارات الكويت في الخارج، والسبب الآخر ربما يكون احتجاج الوزير على طريقة الحكومة في التعامل مع هذا الملف، أي ملف الإيداعات المليونية.
أيا كان السبب والذي أراه مرتبطا بالإيداعات المليونية فإن استقالة الشيخ د.محمد الصباح خسارة للكويت قبل أن تكون خسارة للحكومة الحالية، فلا يمكن أن تكون الاستقالة غير مسببة أيا كانت الظروف المحيطة بها ولكن الوزير المستقيل رأى أن يتحمل هو المسؤولية السياسية وهذه شجاعة تحسب له وتثبت أن الاستقالة كانت مسببة وليس كما صرح وزير الدولة الأخ علي الراشد.
إن قضية الإيداعات المليونية التي يدعي فيها بعض الأعضاء أن بعضا من زملائهم متورطون بها هي التي حركت الشارع السياسي ودفعت إلى مزيد من التوتر في العلاقة ما لم تظهر الحكومة موقفا جديا وواضحا من هذه الإيداعات التي أعلن عنها من خلال إحدى الصحف الزميلة في أغسطس الماضي.
إن تضخم بعض الأرصدة بالحجم الذي وصف بالكبير مؤشر خطير على عمق الفساد في السلطة التشريعية الذي وصل إلى حد لا يمكن أن نصف السلطة التشريعية إلا بالسلطة الفاسدة التي لا تصلح للإصلاح والبناء والتعمير، لذلك علينا كناخبين أن نكون أكثر وعيا في المرحلة القادمة ومحاسبة النواب على أدائهم وضرورة ان يثبت كل واحد منهم عدم تورطه في أي شبهات مالية أو ما شابهها وإلا يصبح هذا العضو غير جدير بتمثيل الأمة فليتحمل كل عضو مسؤولية أدائه السياسي ولعل استقالة الشيخ د.محمد الصباح تكون مؤشرا على بعض الممارسات المالية المشبوهة، وستكشف المزيد في الأيام المقبلة والله اعلم وكما يقال «لا دخان بلا نار».
٭ أتقدم بأحر التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى أسرة آل سعود الكرام كافة وإلى الشعب السعودي الشقيق بوفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]
twitter:@fafalmasoud