شيء طبيعي أن نختلف في الآراء والتوجهات والفكر ووجهات النظر فهذه طبيعة بشرية وهي تثري وتضيف قيمة للمواضيع المطروحة وبالتالي ممكن نخرج بأفضل تصور للموضوع او القضية المطروحة بعد مزج الآراء المختلفة، وكما يقال فالاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية.
ومن تلك الحوارات التي بالفعل رصدتها وكانت مفيدة الحوار والسجال السياسي الذي دار بين النائب والوزير السابق الأخ أحمد باقر ود.عبيد الوسمي في «ندوة دستور 62.. توافق شعب»، هذا الحوار بالرغم من سخونته في كثير من فتراته الا انه ذو فائدة وأبرز ما فيه انه اخوي ومن القلب الى القلب كل فتح قلبه وجوارحه وعبر عما بداخله من هموم وشجون وينم على حرصهما والمشاركين على قضيتهم الرئيسية وهي كويت الحاضر والمستقبل مستفيدين من تجارب الماضي.
جاء أسلوب الطرح بين الاثنين متباينا، فالأخ أحمد باقر كلامه وطرحه كان بطريقة علمية قانونية ينم عن تجربة برلمانية وسياسية طويلة ومخضرمة مرت بعدة مراحل من التجارب في الحياة السياسية في الكويت بعض منها كانت تمر في أوقات صعبة وحرجة ومواجهة مع السلطة التنفيذية خصوصا في فترة تعليق الحياة البرلمانية في الكويت، لذلك جاء الطرح خلاصة لتلك التجرية والإلمام بالقضايا الدستورية وكيفية التعامل مع المواقف السياسية. اما د.الوسمي فهو أستاذ في القانون وخبير دستوري إلا انه بدأ كلامه بانتقاد وهجوم واندفاع واتهام من دون دليل مادي واضح، ولعل السبب في ذلك يرجع الى ان د.الوسمي انطلق في طرحه من قضية الاعتداء عليه من قبل القوات الخاصة في ديوان النائب السابق جمعان الحربش مما جعل طرحه ونقاشه فيه تشنج وحدة وتثوير للناس مؤمنا بمقولة «اذا انت ليس معي فأنت ضدي»، فليتسع صدرك يا دكتور للرأي الآخر حتى نستفيد من آرائك القانونية والدستورية. ولعل اهم الدروس المستفادة من هذه الندوات هو التحدث بصراحة وشفافية وبقلب مفتوح لكل الأطراف واحترام الرأي والرأي الآخر وإيجاد أرضية مشتركة ننطلق منها للنقاش وتحقيق الهدف والمكاسب الدستورية وهي فرصة كذلك لإزالة أي شبهات وتوضيح الموقف كما حصل من د.الوسمي لباقر وكيفية تعامل باقر مع هذا الاتهام بالدليل والحجة وتوضيحه للدكتور قبل الناس موقفه من القضايا المطروحة، وكذلك التوافق بين أطراف النقاش لفائدة الموضوع وان يكون النقاش منطلقا من المصلحة العامة المرتبطة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعيدا عن الشخصانية.
إن ما نريده هو مثل هذا الحوار الذي دار ولكن بدائرة اكبر أي حوار وطني تشارك فيه كل التيارات السياسية والشخصيات العامة المؤثرة في القرارات ويدور طرح تذوب فيه كل الخلافات للاتفاق على أجندة إصلاحية لبناء البلد والنهوض به من حيث توقف فديننا الإسلامي يدعوننا جميعا للاجتماع ووحدة الكلمة وعدم الفرقة.
[email protected]
@fafalmasoud