احترت كيف أبدأ مقالي هذا، حيث ان الكتابة تأتي إلي كالإلهام، وكحال أي مواطن أصبح الحليم حيران من كثر المهاترات والشد والجذب وتدني لغة الحوار السياسي والتشكيك في كل شيء حتى بدأت أشك في نفسي، لا شك الكل ساهم في ذلك، الحكومة وبعض أعضاء المجلس.
الحكومة تمنع إقامة الندوات وبعض النواب والنشطاء والحقوقيين يتحدون قرار الحكومة في منع الندوات، إلى أين نتجه؟ وفق المعطيات الحالية نتجه إلى الصدام.
نعم المحكمة الدستورية ألغت هذا القانون بمنع التجمعات ولا جدال في ذلك، لكن السلطة ارتأت وفقا للظروف الدقيقة عدم السماح بذلك. أناشد ممثلي الأمة إلغاء تلك الندوات حفاظا على الكويت...ومناقشة تلك الأمور تحت قبة البرلمان... من اجل ذلك انتخبناكم. فعلوا دوركم التشريعي والرقابي تحت قبة عبدالله السالم وليس في الشوارع، نعم مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.
سمو الرئيس كنت محبطا من تداخل الأمور حيث ان ما يدور على الساحة لا يسر ولا يفرح...الغريب في الأمر ان كل من يعرفني يعلم يقينا أنني من المتفائلين، رغم ذلك وصل إلي التشاؤم والإحباط.
سعدت كثيرا عندما شاهدت مقابلتك الأخيرة في تلفزيون «الراي» حيث كنت تتكلم بعفوية الأب الحنون الذي يقدم النصائح إلى أبنائه لعلى وعسى ان يستفيدوا منها...ضربت أروع الأمثلة عن تكاتف وتعاضد الشعب الكويتي من التاريخ الذي ليس ببعيد في محنة الغزو الغاشم حيث قدم الشعب مثالا للعالم ودرسا في معنى التلاحم والوطنية والتضحية... ذكرت انه يوجد تحديات ومشاكل في وقتنا الحالي، لكن لن يكون ذلك كما كان عليه آباؤنا وأجدادنا في مواجهة أهوال البحر وجفاف الصحراء وقلة المال كما ذكرت، أما اليوم فنحن والحمد لله بخير ونعمة وعلينا الابتعاد عن المبالغة في جلد الذات. وان الإنسان من غير طموح وأمل يصبح كالحي الميت..ومن اجل ذلك علينا ان نكون أصحاب همم عالية نتحدى الصعاب كما فعل آباؤنا وأجدادنا ونرسم مستقبلنا ومستقبل الكويت.. وكما قلت: «ناصر المحمد يروح، لكن الكويت هي الباقية».. فعلينا العمل من أجلها.. كبير يا سمو الرئيس، كبير في سمو أخلاقك.. كبير في تواضعك... كبير في أبوتك، كبير في إخلاصك، وكبير في حبك لوطنك.
سمو الرئيس سوف نأخذ كلامك بأنه وثيقة قانونية في أن الكويت قادمة على تنمية بشرية وعمرانية واقتصادية وفق جدول زمني محدد سيرى أثرها المواطن الكويتي بداية من مقابلتك الطيبة، نعم ياسمو الرئيس سوف نضع نصائحك الأبوية بماء من ذهب وننقلها إلى أهلنا أهل الكويت بشرط أن نرى الكويت عروس الخليج أفضل مما كانت.
وعليه.. في جميع المجالات منها السياسية والاقتصادية والطبية والتعليم والخدمات بشكل عام نريد القضاء على الفساد. وتطبيق القانون قولا وفعلا على الكبير الواصل قبل الصغير.. سمو الرئيس لا نريد شعارات كالسراب في صحراء قاحلة فنحن نعاني من العطش فها هي الدول الأخرى سبقتنا بمراحل في كثير من الأمور....نريد أن نرى التطور فعليا في حياتنا اليومية لا من خلال التصريحات فقط، بكل صراحة أهل الكويت فقدوا الثقة من كثر الكلام والأحلام وقلة الأفعال، لذا عليكم يا سمو الرئيس إعادة هذه الثقة من خلال أشياء ملموسة في حياة المواطن.
اعلم يا سمو الرئيس ان كل هذا يتطلب وقتا لأنكم تسلمتم تركة ثقيلة جدا...لكن أملنا في الله ثم فيكم... أخاطبك كمواطن كويتي لا يريد إلا مصلحة بلاده..وأخير يا سمو الرئيس، نسأل الله أن يسدد خطاك لمصلحة الكويت.
[email protected]