تشهد الساحة المحلية تصاعد المطالبة بتغيير الحكومة بعهد ونهج ورئيس جديد من بعض التكتلات الشبابية بدعم الكتل النيابية بشكل او بآخر، تزامنا مع الأحداث الاقليمية الساخنة التي يشهدها العالم العربي. فهل هذه المطالبة مجرد تقليد لموجة التسونامي؟ ام ان رحيل الحكومة استحقاق؟ ام باتت ضرورة؟
أعتقد أن الحملة التي قام بها بعض الشباب عند بوابة مجلس الامة تحت شعار حكومة ومجلس بطيخ تحمل الكثير من المدلولات التي يشعر بها المواطن الكويتي، حيث تم تسليم البطيخ لرموز المعارضة والموالاة وبعض الوزراء الذين رفضوا تسلم البطيخ، ورسالة واضحة وضوح الشمس ان المواطنين فقدوا الثقة بأداء السلطتين واصبح من الضروري استقالة الحكومة وحل مجلس الامة مع دعوة لانتخابات جديدة.
دون أدنى شك حالة الجمود القاتلة التي تعيشها العلاقة مابين السلطتين، في ظل إهمال قضايا المواطنين الملحة والأساسية مثل فرص العمل، وتطوير الخدمات العامة للدولة، والتركيز على ما ينادي به المواطنون عبر النصيحة الشخصية، او عبر وسائل الاعلام، والتي مع الاسف الشديد لم تجد آذنا مصغية من الحكومة، فلا تكاد تجد بيتا في الكويت الا ويعاني من بطالة اولادهم، في حين ترى بأم عينيك أن الوافدين هم من لهم الأولوية في الوظائف العادية جدا التي لا تحتاج إلى اختصاص نادر غير متوافر بالكويت، كما ان الشوارع والخطوط السريعة اصبحت مزدحمة بجميع الاوقات دون استثناء، وقياسا على ذلك جميع مرافق الدولة.
المجلس مشغول بخلافاته وحساباته السياسية مع الحكومة، في حين ان المواطن لا يرى أي فائدة لحياته وحياة أسرته، الفساد والمحسوبية مؤصلة في المجلس من بعض النواب، ولا نرى بصيص أمل أن يحقق المجلس طموحاتنا وتطلعاتنا التي انتخبنا المجلس من اجله، فنحن نرى أن هناك من يفوز بعضوية المجلس وقد كان من عامة الشعب، وبقدرة قادر يصبح من أصحاب رؤوس الاموال الطائلة.
قضايا يجب ان تحسم فورا ومن غير تسويف او مماطلة، اهمها تعديل التركيبة السكانية فلا يعقل ان يكون عدد الاجانب 2.5 مليون مقابل 1 مليون كويتي، فقد بات الوضع لا يطاق لا اجتماعيا ولا اقتصاديا ولا حتى امنيا. هل ننتظر ان تصبح الكويت في فوضى من اجل قوى الفساد السياسي والاقتصادي، والمعروفة لجميع الكويتيين أن رأس الحربة دخيل على المجتمع الكويتي، بالاضافة الى بعض المتنفذين الذين تلاقت مصالحهم، وكل ذلك على حساب الوطن والمواطنين.
ونظرا لهذه المعطيات والتي لم نذكر جميعها بل بعضها، والتي لا يختلف عليها اثنان، والتي أصبحت كالكابوس يجثم على صدور المواطنين منذ سنين اصبح استحقاقا وضرورة على ان تأتي حكومة جديدة بأسلوب ونهج وعهد جديد يلبي طموح المواطنين، كما اصبح استحقاقا وضرورة حل مجلس الامة واعادة الانتخابات وفق الدستور.فهذا الطريق افضل طريق لاعادة الثقة للمواطنين.فنظام الحكم في الكويت ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا وتكون السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور.
[email protected]