تموج هذه الأيام بالاضطرابات في اقليمنا كأمواج البحر العاتية، فمن الشمال فتن كقطع الليل، من قتل وتشريد ممنهج بالاضافة إلى الإرهاب بجميع أنواعه وأشكاله، والى الجنوب عمليات ارهابية تستهدف دور العبادة، وقد قيل اذا أردت ان تعرف ما هي أسباب هذه الاضطرابات، لا تتعب نفسك بالتحليلات الطويلة والمنوعة، إنما ركز على من هو المستفيد محليا ، ولله الحمد والمنة، ننعم بالأمن والاستقرار، مع تماسك الجبهة الداخلية، ونعاني بعض الأحيان من الأصوات الشاذة والنشاز من هنا وهناك، ولكن بفضل من الله ومن ثم وعي المواطنين، سوف نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والحاسمة التي تمر بها الديرة.
برأيي الشخصي، اعتقد انها باتت ضرورة ملحة لاستيعاب واحتواء الآراء المختلفة سياسيا الذين قاطعوا مرسوم الصوت الواحد، دون أدنى شك كانت حساباتهم مبنية على خلل في المعادلة السياسية لكنني لست بصدد لوم احد مما حدث في الفترة السابقة، والأهم الآن هو انصهار واندماج هذه القوى السياسية والمشاركة في بناء الوطن.
ومن خلال قراءتي الشخصية للساحة السياسية وايضا من خلال النقاشات السياسية مع كثير ممن كان معارضا في تلك الفترة، اصبح جليا بأن الكثير من هؤلاء الاخوة أدركوا يقينا في خطئهم للمقاطعة، وانها ليست الحل لهذا الاحتقان السياسي، بل كان الأجدر والأولى هو الانخراط في العملية السياسية وفق الاطر الدستورية التي رسمها الدستور، أي ان أي رؤية للتغير تكون داخل قبة البرلمان وليست من خارجه.
ومن هنا اقترح بأن تكون هناك انتخابات مبكرة لاستيعاب شرائح سياسية كبيرة لا يستهان بها في المجتمع، واعطائها الفرصة للمشاركة، مما يقوي الجبهة الداخلية خاصة في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة، فلا يمكن فصل ما يدور اقليميا عن تأثيره على الساحة المحلية أكان ايجابيا او سلبيا، وأحب ان أؤكد بأن الكويتيين بحبهم لقيادتهم ووطنهم أمر من المسلمات، ولكن علينا زيادة التماسك وتأزير اللحمة الوطنية من خلال استيعاب باقي ابناء الوطن.
يجب علينا كمجتمع ان نتسامى عن الأخطاء التي حصلت في ظروف استثنائية في الفترة السابقة، حيث عانينا من مخططات خارجية مدروسة وممنهجة لتقسيم المنطقة بشعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، واندفاع البعض من اجل ما كان يعتقدون انه الاصلاح، والأهم الآن هو ان ننسجم مع ذاتنا الوطنية، واننا كلنا ابناء وطن واحد، فنحن لسنا ملائكة ولا شياطين إنما بشر نجتهد فمرة نخطئ ومرة نصيب، ، ومن هذا المنطلق أتمنى ان يكون هناك عفو عن الذين أساؤوا في تلك المرحلة، والعفو من شيم الكرام والكبار، والانتخابات المبكرة اقتراح اقدمه كرأي شخصي، والقرار لكم، حفظ الله الكويت.
[email protected]