تذكرت تصريح الشيخ أحمد الفهد لـ «كونا»: «مخزون حقل برقان النفطي أكبر بكثير مما يتم تداوله من معلومات»، في لقاء جمعية العون السنوي مع العاملين في الدول الافريقية، وبالتحديد عندما عرض شريط لقرية تدفق ماء البئر الارتوازية اليها، كانت تشرب مياها مختلطة بالطين، حمراء، والآن تتدفق مياه نقية، حملت سيدة قارورتين في يديها وأخذت تدور بهما كالمروحة من الفرحة، ومثلها فعل بقية أهل القرية، أطفالا ورجالا، يقفزون عاليا من الفرح.
نعم «صنائع الخير» هذه تمشي معنا جيلا بعد جيل، وهي مصدر الخير والبركة، مثلما قال الاول:
من يصنع الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
ولن أنسى مشهد تلك الام الافريقية التي أصابها وأبناءها العمى، ثم بعد أن أجريت لهم عمليات ازالة الماء الازرق وتم رفع الغطاء عن أعينهم جميعا لم يعرفوا بعضهم، أخذ كل منهم يتلفت، فهم لم يروا أمهم وهي لم ترهم منذ ولادتهم، لم يعرفوها بين الناس حتى تكلمت فعرفوها من صوتها، وعرفتهم هي من أصواتهم، فبكوا من الفرحة، وبكى الطبيب من التأثر.
عقد الملتقى السنوي لجمعية العون المباشر يوم أمس تحت رعاية رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي، الذي قال: «أشعر بالاعتزاز لما بلغته جمعية العون والتي كان اسمها لجنة مسلمي افريقيا، ويسعدني أن أكون من مؤسسيها منذ انطلاقتها قبل نحو ثلاثين عاما حينما كنت عضوا في جمعية النجاة الخيرية، حيث ولدت هذه اللجنة المباركة على يد الاخ الفاضل د.عبدالرحمن السميط الذي افتتح عصر العمل الخيري الدولي على أسس عصرية تتعامل مع الحاجات الاساسية كالعلاج والتعليم والطعام والكساء بكفاءة منقطعة النظير».
لقد تميز اللقاء بالعاملين في الميدان بالاثارة، كل منهم له قصة، والقاسم المشترك بينهم هو العمل في الارض، مكاتبهم في القرى وبين الحقول وفي دور الايتام، فقد لاحظ د. عبدالرحمن السميط أن فتاة في الفصل في سن الـ 18 ولا ترتدي الحجاب فانتظر خروجها الى ساحة المدرسة وتحدث معها عن أحوالها، لم يسألها عن الحجاب، كان يريد أن يعرف هل تتقاضى المبلغ الشهري المقرر لها فوجد أنها تحصل بالفعل على المبلغ المقرر، ثم علم منها أنها ووالدتها تعيشان على هذا المبلغ اضافة الى 9 من أقاربهما يحضرون كل يوم لتناول الطعام معهما على أساس أن من لديه مصدر دخل ثابت قادر على اطعام آخرين من أسرته، وهذا المصدر هو ما تقدمه المدرسة لتلك الطالبة، لقد كان قرب د.السميط، وكذلك العاملون في المكاتب الافريقية «من الميدان» هو سر نجاحهم في تحقيق ما حققوه.
وفقكم الله.
كلمة أخيرة:
قال عبدالله بن عباس: «صاحب المعروف لا يقع، وان وقع وجد له متكأً».. لقد وقعت بلادنا في أغسطس 1990، والحمد لله أن تحققت فيها تلك المقولة الحكيمة.
[email protected]