نفذت الدولة مشروع مجمع الصوابر في بداية الثمانينيات بغرض زيادة الكثافة السكانية داخل العاصمة التي تخلو تماما من السكان ليلا، كما قام بيت التمويل الكويتي بتحقيق هذا الهدف بتنفيذ مجمع المثنى عام 1985 الذي ضم 7 أبراج منها 6 سكنية وواحد فندقي، إضافة إلى ثلاثة أدوار تجارية وثلاثة أخرى تحت الأرض كمواقف لعدد 712 سيارة، وبالتالي فقد حقق مجمع المثنى سياسة الدولة لاحتوائه على المرافق التالية:
- شقق سكنية لـ 380 أسرة.
- فندق من 280 غرفة.
- 415 محلا تجاريا في بيئة مكيفة تتلاءم مع ظروف الكويت المناخية صيفا وشتاء، مع ملاحظة أن نظام «المولات» لم ينتشر في منطقة الخليج إلا في التسعينيات، بينما تم تنفيذها عبر «المثنى» في 1985.
- حضانة أطفال.
يقابل ذلك مشروع الصوابر الإسكاني، وهو يقوم على تمليك المواطنين للشقق، وليس حق انتفاع ولكن مستوى تخطيط وتنفيذ المبنى حوّله الى قصة معاناة تطلبت تشكيل اتحاد وأمين سر للجنة الوطنية الشعبية لمجمع الصوابر.. «..لإنقاذ الأهالي الذين يعيشون ظروفا معيشية صعبة بسبب تهالك المجمع وعدم صلاحيته للسكن بسبب خطورته على المواطنين» ثم جاء الحريق الأخير ليكشف مشاكل أكبر، وانتهى الحال بالدولة الى استنفار لتعويض الأهالي.. الخ.
لهذا كنت أتمنى أن تتم تسوية الخلاف بين وزارة المالية وبيت التمويل الكويتي بأن يتم تجديد عقد الانتفاع بشكل ودي، فلا نقرأ عن منازعة مع مؤسسة قدمت مرفقا كهذا، وأن يتم تجديد العقد وفق حلول مناسبة لا تفرط حتى في حق الدولة من خلال رفع الإيجار في العقد الجديد بنسبة 50% أسوة بالحالات المماثلة، وعدم لجوء الوزارة للضغط على المستأجرين بعدم تجديد التراخيص لهم فهم ليسوا طرفا في هذا الخلاف، والدولة تتحدث عن تشجيع المشروعات الصغيرة، فهؤلاء ليسوا بحجم بيت التمويل حتى يتم الضغط عليهم، والنتيجة خسارة كثيرين لمورد رزقهم، وإخلاء 38 محلا، ما الداعي لهذا كله؟
كلمة أخيرة: فقدت الكويت يوم أمس الأول المربي الفاضل، الملا حمود الإبراهيم، عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما، بعد أن درّس أجيالا كثيرة ممن قامت على أكتافهم النهضة الحديثة للكويت، منهم من تولى مسؤوليات رفيعة في الحكومات المتعاقبة، ومنهم من أدار مرافق هامة في وزارات الدولة منذ الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
يرحمك الله يا عم بوبدر، كان الناس يقولون عنك «إذا في شخص يوصف بأنه كاف عاف فهو الملا حمود» لطهرتك في المظهر والمخبر.
اللهم اغفر له وارحمه، وتقبله في عليين، مع الصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، آمين.
[email protected]