فيصل الزامل
النقص في وظيفة قيادي أول، داخل الأروقة الحكومية، من حيث الخبرة والقدرات الشخصية والعلمية هو نقص حقيقي ليس لأن في الكويت ندرة، ولكن لأن العمل الحكومي طارد لهذه الفئة، يقابله جذب قوي لها في القطاع الاهلي.
في دول الخليج هناك أجهزة اعلامية ترتب التصريحات للمسؤول الاول، الذي يكون ناطقا باسم الدولة في مجال اختصاصه، في حين تتولى بعض صحفنا تحريف كلامه، أو ابرازه بطريقة تعبر عن غرض تسعى هي اليه، فتشتعل النار.
فإذا أضفت الى ذلك الأداء البسيط لعدد من القادة، وانعكاس تلك الحملات على شخصيتهم المهنية سلبا، فهو يتغيب عن الاجتماعات، ولا يتشجع حتى لقراءة التقارير المرفوعة اليه، والدراسات لملفات بمئات الملايين، يلقيها جانبا بغير اكتراث، وربما اتخذ قرارا بشأن تلك التقارير، دون دراستها بشكل كاف.
هذا الوضع أفرز صفا قياديا ضعيفا، أسهم الطرفان في تشكيله، فالحكومة «الحالية» هي خلاصة استشارات مضنية، وها هم الذين اختاروها يهاجمونها منذ اليوم الاول، ما أفقدها التركيز، وفقدان التنسيق.
ما هي فائدة الاسترضاء وتلك المشاورات اذا كانت النتيجة واحدة؟ فهم ضد التشكيلة اذا تمت استشارتهم أم لم تتم!
ثم، لماذا تتغير الحكومة، ويحل المجلس كما حدث في الصيف الماضي؟
لقد جربت السلطة أسلوب التراجع والضعف، الذي أدى الى اثارة المزيد من الشهوانية تجاه التعدي على السلطة، وقد آن الأوان كي تقف الدولة أمام مسؤولياتها في الدفاع عمن وسَّدت لهم ادارة شؤونها، سواء بإعفاء غير القادر، أو الوقوف بحزم الى جانب العاملين بجد واجتهاد لتحقيق مصالح الدولة العليا والسير بقوة في طريق التنمية.
لقد فشل استرضاء من لا يرضى لك شيئا آخر سوى الفشل، واذا عاقبته بحل المجلس فقد حققت له هدفه، وجعلت الكويت مهزلة تتندر بها دول المنطقة، ويفقد الثقة بها حتى أبناؤها.
ان الزوجة المتسلطة لا ترضى من الزوج «الخانع» الا المزيد من «الخنوع»، فإذا هو انتبه يوما الى نفسه، واسترجع كرامته المسلوبة وصفعها، فإنها ــــ وكل من في البيت ــــ سيعلمون ان هذا الزوج قد عاد الى وعيه.