لماذا تنجح شركة البترول الوطنية بينما تفشل وزارة الكهرباء في ترشيد استخدام الكهرباء؟ لقد تمكنت الشركة من:
ـ خفض المستخدم للإضاءة بنسبة 50%، بينما تتلألأ شوارعنا طوال الليل بغير داع مقارنة بدول أوروبية وأميركية تتم إضاءتها بشيء يسير جدا، والناس معتادون على هذا الأسلوب، بينما نحن قد اعتبرنا كل شارع هو ملعب كرة، وبحسبان آلاف الشوارع التي تضاء لمدة 12 ساعة، يقابلها قطع الكهرباء عن البيوت والمستشفيات في درجة حرارة تتجاوز الخمسين، هذا هو الفشل بعينه.
ـ نجحت شركة البترول في توفير 35 ميغاوات يوميا، على مستوى مدينة الأحمدي فقط، ماذا لو تم تعميم هذا الأسلوب في كافة أنحاء البلاد؟ هل ستكون بيوتنا بلا كهرباء، مثل بيوت بغداد هذه الأيام؟
ـ قال السيد فاروق الزنكي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب: «تستخدم الشركة منظم الحرارة الأوتوماتيكي لأجهزة التكييف لضبط الحرارة على 25 درجة مئوية أثناء الدوام الرسمي و30 درجة بعد انتهاء ساعات الدوام، بالإضافة الى لصق شرائح رقيقة عازلة على زجاج نوافذ مباني الشركة لمنع نفاذ الحرارة الخارجية الى الداخل ما يؤدي الى تحقيق وفر ملموس في تشغيل أجهزة التكييف»..ما الذي يمنع تعميم التجربة؟
ـ لم لا تتنافس الجمعيات التعاونية على تمييز مناطقها من خلال توزيع الشرائح اللاصقة لزيادة كفاءة أجهزة التكييف، كما يفعل الناس لسياراتهم؟ أليس هذا أفضل من قطع الكهرباء بالكامل عن المنزل، وبالذات في شهر رمضان المبارك؟
ـ نتمنى أن تتحرك وزارة الكهرباء في تشغيل توربينات بخارية بدلا من الكهربائية ـ كما فعلت شركة البترول ـ وألا نسمع الأعذار التقليدية «لا احنا غييييير».. وكأن الأحمدي معزولة في كوكب آخر!
ـ يقول أحد المقيمين: «في بلدي نشتري بطاقة الكهرباء مثلما تشترون بطاقات شحن الهاتف النقال، ونركبها في العداد وإذا انتهت تطفأ الكهرباء، لهذا تسمع في البيت كلمات من نوع «يا أحمد أطفئ أنوار السور البطاقة راح منها النص، يا سارة لما تنامي طفي المصابيح البطاقة بقي فيها الربع، لو كان عندكم هذا النظام لتغير سلوك الناس مع الكهرباء».
حسنا، لنتوقف عند مسألة سلوك الناس مع جهاز التكييف فقط كونه يمثل أكبر مستهلك للكهرباء في الكويت:
1 - إسدال الستائر عندما تخرج من البيت يقلل من تسرب الحرارة إليه، وبالتالي خفض ساعات عمل المكيف.
2 - تنظيف «الفلاتر» يقلل من الضغط على جهاز التكييف مقارنة بفلاتر مسدودة بالتراب، ما يزيد من ساعات عمل الجهاز، ويلوث البيت بالأتربة.
3 - ضبط درجة الحرارة على 25 مئوية يريح الجهاز، وهي درجة ملائمة للسكن المريح، وتقلل من التيارات الهوائية التي تتسبب في مشاكل للجهاز التنفسي.
بشكل عام، نحن جميعا شركاء في مواجهة هذا التحدي المتمثل في انقطاع الكهرباء، حتى إن كان نصيب وزارة الكهرباء هو الأكبر في المسؤولية، غير أن المتضرر لن تكون الوزارة وحدها، ما لم نتعاون معها.
كلمة أخيرة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الماء أثناء الوضوء «... وإن كنت تتوضأ من نهر جار» لتعويد النفس على حسن استخدام الموارد، قليلها وكثيرها.
[email protected]