Note: English translation is not 100% accurate
قومنة الدين!
السبت
2007/6/16
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
قال لي صديق من تركيا ذات مرة: «في اوروبا، اذا تعرفت الى شخص من اصل تركي، وسألته عن دينه فسيقول لك: تركمان الحمدلله.
فالدين بالنسبة له، والهوية التركية، هما شيء واحد». هذا الامر ينطبق ايضا على كثير من العرب، حيث نرى دينا قوميا، رغم ان القرآن الكريم واحد، الا ان نبرة القراءة في المشرق تختلف عن المغرب، وهي تختلف من دولة لاخرى، واذا كان عموم المسلمين لا يلتفتون الى فارق النبرة، ويتابعون القراءة الحسنة ايا كان مصدرها، فان هناك من تعني له الجهوية شيئا ما، وهي تنتقل من دولة لاخرى، لتدخل داخل الدولة الواحدة، في مظاهر اللباس ـ مثلا ـ للتمييز الجهوي في المسألة الدينية، وهكذا شيئا فشيئا يحدث الخلل في النية، فتكون الحمية ليست بالضرورة للرأي الشرعي، اذا ما تعارض الرأي السديد مع النداء الجهوي، ولا تسل عن الاجر والوزر في هكذا حال، فهما امر نسبي، عند المصاب بهذا الداء!
الجهوية قد تكون لجماعة، واجتهادات شيخها، بل واسلوبه في الكلام، وحتى نبرة صوته، وقد رأيت ذلك، وعندما سأل احد المريدين شيخه عن سبب جلوسه هكذا، واجابه الشيخ بأنه امر فردي وطبع شخصي، قال المريد: «اني اتابعك في جلستك هذه واقلدها منذ كذا، باعتبار ان كل ما تفعله هو من المنهج».
لست في هذا المقام محرضا على احد، فان لاهل الفضل اقدارهم سواء في العلم، او السن، او الانتماء القبلي.. الخ، ولا قيمة لمجتمع لا يعرف لاهل الفضل قدرهم، غير ان تجاوز ذلك الى الحمية التي ذمها القرآن الكريم، والاخذ بقول الشاعر الجاهلي: وما انا الا من غزية ان غوت غويت، وان ترشد غزية أرشد ان هذا القول يصادم المسؤولية الفردية (وكلهم آتية يوم القيامة فردا) ولن يحمل احد عنك شيئا من اوزارك، (وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم..). ان «الهوية» العربية او التركية او الفارسية او الباكستانية او الانجليزية.. الخ، لا مكان لها يوم الحساب، فضلا عن «هوية» افراد، مهما كانت مكانتهم، وقد قال الامام علي، كرم الله وجهه، لرجل استدل برأي لمجرد ان فلانا قاله: «ويلك، اتعرف الحق بالرجال؟ اعرف الحق، تعرف اهله».
وهو امر لا يتحقق لمن تقدم عنده هوى الاتباع، دون تفكير، والتقليد دون حذر، فان هذا وذاك سيكونان عنك في شغل، وربما كرب، اذا ناديتهما يوما ما.
اقرأ أيضاً