فيصل الزامل
حدثني صديق من دولة عربية: «نحن نشتري بطاقة الكهرباء مثلما نشتري بطاقة الاتصالات الهاتفية، واثناء ما نكون في البيت، ويخرج الابن او البنت من غرفتها، ولا تطفئ النور يأتي النداء من الام او الاب، يا فلانة اطفئي نور غرفتك، البطاقة ما فيها الا الربع».
يتابع محدثي قائلا: «ليس المهم ان يكون سعر الكهرباء فلسين عندكم وعندنا اكثر من ذلك، المهم ان ترتبط البطاقة بالسلوك المنزلي اليومي عند جميع افراد الاسرة، ويمتد الى الخادم وحتى في المكاتب، هذا الاحساس بنفاد بطاقة الكهرباء، يجب ان يكون حالة عامة في الدولة، وهذا الاسلوب يحقق لكم الحل لمشكلة تراكم الفواتير، حيث يكون التسديد مسبقا، واهم من ذلك هو حسن استخدام هـذه الموارد، بدلا من المناقشات الطويلة وحملات الترشيد التي لم تحقق نتيجة» انتهى.
كلامه منطقي، وهو يرتكز على ابقاء التكلفة كما هي الآن، ما يقلل فرصة الخلاف حول ادخال نظام البطاقة، فالتكلفة لن تتغير، بقدر ما يتغير السلوك، والهدر الذي امتد من البيت الى السكك والاحياء السكنية التي تمر فيها انهار صغيرة من مياه عذبة تتدفق نحو مجرور الامطار كل يوم!
ما نشرته الصحف عن التعديات على اراض عامة، وصور المنشآت التي تُدخل الى البيت مثل مساحته او اقل او اكثر، هي صورة من صور التسيب، واستخدام كلمات في غير موقعها «ديوانية».. «زراعة» فيمنع الناس من المرور على اراض عامة لان احدهم «قرر» بناء «حائط» من الشجر، واغلق الممر، وآخر اتصل بالحداد، وحدد له 400 متر ليحولها الى حديقة ملحقة بالبيت، اقتطعها من حق الجيران والمارة.
القائمون على حملة ازالة هذه التعديات يستحقون الدعم والشكر، مع الامل في اتقانهم العمل والمتابعة، فان قص الاشجار وعودتها بعد شهر لا يحقق شيئا، والمطلوب هو التعاون مع هذه الجهود، ولا مانع من التشجير الحقيقي الذي يحقق التجميل، ولا يكون وسيلة لاستقطاع الاراضي بغير وجه حق.
يصف احد العائدين من لندن تأثير «العلاج في الخارج» على مراجعي فرع بنك الكويت الوطني هناك قائلا: «طوابير الصرف للمرافقين تمتد الى خارج البنك».
وهي صورة لا تحتاج الى تعليق، وهي مهداة الى النائب الذي نجح في ازاحة وزير الصحة السابق الذي لم يسمح بالسياحة الطبية، وحصر العلاج بالخارج بالحالات التي لا يتوافر لها علاج محلي، فلما ازيح صرنا في وضع يثير السخرية، ويحرم المرافق الصحية في الكويت (مستشفيات ومراكز طبية..) من مئات الملايين التي تحتاجها كي تكون في مصاف ارقى مستشفيات العالم.
شيء مؤلم.. وضمير مخدر، ولا حول ولا قوة الا بالله.