فيصل الزامل
سبق الحديث عن اهمية الفصل بين التدين والطائفية، وانه قد يكون المتعصب لطائفة او فئة دينية يفعل ذلك عصبية بغير التزام حقيقي بالقيم الدينية، مثلما هو الحال مع عصبية حزب البعث العراقي، ومزاعمه الدينية التي رسمها على علم البلاد، وسجل باسمها ابشع جرائمه (الانفال).. الخ.
بالامس بثت وكالة رويترز تقريرا نشرته جريدة «الوسط» حول تركيا، جاء فيه: اعلن البطريرك مسروب الثاني الزعيم الروحي للارمن الاتراك الذي يقيم في اسطنبول تأييده لحزب العدالة والتنمية، وقال خلال مقابلة مع صحيفة ديرشبيغل الالمانية: «حكومة اردوغان تنصت لنا، سنصوت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة».
شمل التقرير لقاءات في قرية «واقفلي» الارمنية على شرق البحر المتوسط، حيث ايد سكانها اردوغان وحزبه قائلين: «هذه الحكومة قدمت لنا الكثير، وهم يحترمون ديننا، والاديان كلها تحظى بالاحترام في عهدهم».
في نفس السياق ذكر الناشط في حقوق الانسان باسكين اوران «حزب العدالة والتنمية اكثر ليبرالية بمائة مرة من احزاب كثيرة».
في المقابل، فإن القوميين الاتراك يتعاملون مع القوميات غير التركية بحساسية مبالغ فيها، حيث يتهمون الزعيم الروحي لليونانيين في تركيا البطريرك «بارثولوميو» بالسعي لاقامة دولة صغيرة في تركيا، على نمط الڤاتيكان ويصف هو ذلك بأنه هراء لا اصل له.
لقد ادى الشحن القومي الذي يقوده المتطرفون - من فئة «قومنة» الدين - الى حادثة قتل فيها الصحافي الارمني «هرانت دينك» على يد قومي متطرف.
هذا السلوك الذي لا صلة له بالدين، ولا يلتفت الى قيمه السامية موجود في عدد من البلاد العربية، سواء بين المسلمين، بمذاهبهم المختلفة، او بين المسيحيين بكنائسهم المتعددة، وفي جميع تلك الاحوال تكون الطائفية هي الاداة التي يستعملها هؤلاء، والاديان منها براء.
في غزوة احد بين المسلمين وقريش شاهد المسلمون فارسا يندفع من بين صفوفهم، قاتل قتالا باسلا، وكان من الانصار، وقال عنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين رآه: «هو في النار» فعجبوا لقوله، وما كان الا ان اصيب ذلك الفارس، فأقبلوا عليه وهم يداوونه، ويثنون على جهاده في سبيل الله، فقال لهم: «انما قاتلت حمية عن قومي» ثم ان جرحه آلمه وجعل يصرخ، ثم قطع وريده وقتل نفسه، فكان في النار.
نعوذ بالله من فساد النية، وسوء الخاتمة.