فيصل الزامل
رغم انه لم يمارس العمل السياسي قبل دخوله الوزارة، فقد كان أداء الوزير بدر الحميضي المهني والسياسي متميزا، في حسن عرضه للقضايا الاقتصادية على الاخوة النواب والرأي العام، مستخدما البيانات الدقيقة قبل اي شيء آخر.
لم يستند الحميضي الى دعم من اي جهة سوى تفانيه في حب هذا الوطن، ومن ورائه خبرة ربع قرن بنى خلالها لبلده شبكة علاقات عامة، ابان عمله في الصندوق الكويتي للتنمية، ثم في وزارة المالية.
هذا الرصيد الكبير من الصلات الدولية والعربية لا يتحقق في سنة ولا في عشر سنوات، ولم يكن ممكنا تحقيقه بهذا الشكل لولا عمله في الصندوق، وطبيعة التواصل التي امتاز بها.
هل هذا مدح، أم انه شهادة مستحقة؟ انه بالتأكيد الثانية في مرحلة قلما نسمع كلمة «شكرا» لمن يواصل الليل بالنهار لخدمة هذا الوطن، وهم كُثر والحمد لله، وليس بدر الحميضي الا واحدا منهم.
انها فئة لا تهتم براحتها الشخصية، قدر اهتمامها بأداء الواجب من اي موقع، في المستشفى أو في سيارة الاطفاء او في المواقع الأمنية المختلفة.
شكرا لهؤلاء جميعا من وطن يحمل لهم كل الوفاء والعرفان.
اللافت في اداء بدر الحميضي هو الشفافية والعفوية بلا تكتيك ولا حتى محاولة تأثير على الآخرين، وهو اسلوب تحتاجه الكويت، في وقت اعتقد فيه البعض ان استمالة الآخرين عبر بند «الخدمات» هي البوابة، في حين مارس هذا الرجل واجباته، وتعامل مع الطلبات التي ترد اليه بتقدير واحترام، وفي حدود النظام، بغير تكدير خاطر صاحب اي معاملة.
نعم، هي شهادة مستحقة، خالية من الغرض، ولله الحمد، وما طرحتها اليوم الا لتذكير هذه الفئة بأن «الكويت تحبكم»، وتقدر عطاءكم.
الكويت تحتاج الى المسؤولين من ذوي العلاقات الدولية لتذليل العقبات امام مصالح الكويت باتصال هاتفي لا يتحقق الا لوجود علاقة شخصية حميمة وقديمة بين المسؤول الكويتي والمسؤول في الدولة الأخرى، وهو ما يحققه الحميضي بسهولة لا تتحقق عبر المراسلات والمواجهة في الاجتماعات الرسمية.
مرة اخرى، قد تتوافر هذه الصفات لدى مسؤولين آخرين، وليعذرنا الجميع لاختيار احدهم رمزا لهم، وليثق احباؤنا بأن الكويت تعرفهم واذا لم تتسع مقالة قصيرة لذكر اسماء كثيرة فإن قلوب اهل الكويت تحمل لكم المودة والوفاء، وتســأل الله لكم الســــداد والنجاح في اعمالكم، والسعادة بين أهليكم، وهذا اقل ما يمكن تقديمه لكم أجمعين.