صورة الرئيس الروسي «ديمتري مدفيديف» وهو يقلد د.عادل الفلاح وسام الصداقة، وهو من أرفع الأوسمة في روسيا، لابد أن تستوقف النظر، فقد صاحبتها كلمة مهمة ألقاها الرئيس يوم الاربعاء الماضي، وجاء فيها: «نحن نقدر كثيرا الجهود التي تنشر التسامح والاعتدال الديني وتبني جسور التواصل والتقارب بين مختلف الشعوب والقارات».
وقال د.الفلاح: «هذا الوسام هو إنجاز وطن، ونتاج توجيه قيادة آمنت بالتسامح، ممثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي شجعني ووجهني للقيام بهذا الواجب المهم في نشر الوسطية والتسامح الديني» انتهى.
لقد ترأس د.عادل الفلاح ـ قبل تكليفه بالعمل وكيلا للوزارة ـ لجنة آسيا التابعة للهيئة الخيرية العالمية، ومنذ عشرين عاما وهي تسعى لنشر الاعتدال في الدول الاسلامية في وسط آسيا التي كانت تتعرف على الشكل الصحيح لهويتها الاسلامية بعد 70 عاما من الإبعاد القسري عن تلك الهوية ما جعل لتلك الجهود دورا كبيرا في هذه المرحلة الحساسة، هذا الامر لم يكن خافيا على السلطات في تلك الدول التي اتخذت اجراءات احترازية ضد العديد من الجمعيات واستثنت قليلين من بينهم «لجنة آسيا» وذلك ثقة من تلك الدول في الدور الايجابي لها، وقد توج ذلك الموقف بمنح د.عادل الفلاح هذا الوسام الذي يمتد أثره الى بلده وإلى كل من يؤمن بالاعتدال ويأخذ بمبدأ (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
لقد حدث هذا التكريم في نفس اليوم الذي التقى فيه وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون في الكويت، ضمن الدورة الـ 27 لمجلس التعاون، وفي هذا الاجتماع تم تكريم جمعية الاصلاح الاجتماعي للدور المهم الذي تقوم به تجاه التنمية المجتمعية، وقد جاء في كلمة وزير الشؤون بالانابة د.فاضل صفر «تسهم هذه الجمعيات في تحقيق شراكة كبيرة مع الدولة في تحمل المسؤولية الاجتماعية وهي تصل الى مساحات أوسع من الاطار الذي تصل اليه وزارات الشؤون وتطرح مشروعات رائدة، ما استوجب تكريمها لتشجيع هذا الدور الفعال الذي لا تستغني عنه أي دولة في هذا الزمن» وشمل التكريم مؤسسات أخرى في مجالات متعددة مثل رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومكافحة الإدمان... وغيرها.
باختصار، هناك طاقات كبيرة في المجتمع، ومن الذكاء أن يتم توظيفها لدعم استقراره في مواجهة التشدد والغلو، وتلبية احتياجات الناشئة أمام تحديات بناء الهوية، وكذلك خفض معاناة بيوت كثيرة تواجه معضلات معيشية عويصة، مثل صندوق التكافل ودوره في الافراج عن المدينين بمبالغ بسيطة تتسبب في سجنهم وتؤدي إلى هدم بيوت وإرباك تربية أعداد كبيرة من التلاميذ.
شكرا لكل من أسهم في التنمية المجتمعية، ووافر الاحترام لمن يقدرها.
كلمة أخيرة:
لقد جاء تكريم د.عادل الفلاح من قبل الرئيس الروسي ليقرع جرسا في واشنطن بشأن ملاحقتها للارهاب، وأهمية أن يتزامن ذلك مع تشجيع جهود الاعتدال والوسطية، علما ان الجهود التي بذلت من جانبنا لتنبيههم الى هذا الفارق كبيرة جدا، مؤتمرات تعقد هناك وزيارات من وفود تحمل لهم هذه الصورة، بل وتصريحات كريمة على أعلى مستوى، كالتي تفضل بها الشيخ د.محمد الصباح، مشكورا، في أكثر من اجتماع لوزراء الخارجية مع الوزيرة الاميركية ـ كونداليزا رايس ثم هيلاري كلينتون ـ ما يتطلب تعديلا في التعامل مع العمل الخيري الذي يعتبر رافدا مهما في نشر الوسطية والاعتدال.
[email protected]