اتسمت الانتخابات المصرية التي ستبدأ يوم غد بمواجهات عنف متزايدة، أحيانا بين الأحزاب المتنافسة وفي أحيان أخرى داخل الحزب الواحد بشكل غير مسبوق من أشكال التنافس، وبالنسبة للإخوان المسلمين فقد أدى إصرارهم على استخدام الشعار الديني إلى مواجهة مباشرة مع قوى الأمن التي تعتبر ذلك الاستخدام خرقا لضوابط الدعاية الانتخابية، مثل شعار «الإسلام هو الحل» وهو تعبير صحيح ولكن الإسقاطات التي تترتب على استعماله انتخابيا هي محل الاختلاف، وشخصيا أتفهم ذلك تماما، وأتمنى أن يستفيد الإسلاميون عامة والاخوان المسلمون خاصة من التجربة التركية التي ركزت على الحلول ولم تحتِم بالشعار الديني مهما كانت مصداقية هذا الشعار، فلكل مقام مقال، وأن تسترجع مصر حالة التسامح التي عرفتها قبل عام 1950، تحديدا عندما دعا الشيخ حسن البنا عام 1946 الى مؤتمر حول «خطر هجرة اليهود الى فلسطين» قيادات الرأي في العالم الإسلامي والعربي، ومنهم فارس الخوري المسيحي السوري، ومكرم عبيد القبطي المصري، ثم في عام 1949 كان مكرم عبيد بين تسعة أشخاص فقط استطاعوا أن يخترقوا الحصار وأن يشيعوا جنازة الشيخ حسن البنا بعد اغتياله.
عموما الشارع المصري في حالة تعاطف مع مرشح الإخوان المسلمين ليس بسبب الشعار بقدر ما هو بسبب تاريخ من العنف المفرط الذي عانته هذه الحركة التي لم تختبر حتى الآن في تجربة حكم ولو بشكل جزئي، الأمر الذي يمنحها بريقا لا تدري كم سيطول، السبب الثاني للدعم الذي تحصل عليه من الشارع المصري هو ضعف بقية الحركات السياسية، رغم أن قدرة الإخوان على العمل السياسي من موقع «السلطة التنفيذية» لم تختبر بعد، ما يجعل اعتمادهم على التعاطف وحده غير كاف لتلبية طموح الناس، يقابل ذلك خوف مفرط من قبل الحزب الحاكم من مجرد دخول وزير من هذه الحركة إلى التشكيلة الوزارية، وهو خوف مبالغ فيه، فالتطور السياسي الذي شهدته دول المنطقة يفرض مراجعة سجل طويل من الإخفاق في بناء الثقة الداخلية في العمل السياسي وأهم منه وضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه الأمة ليعرفوا أن اللاعب غير المتفرج.
كلمة أخيرة:
س: الذين اكتشفوا قصة أهل الكهف وشاهدوهم هم أهل زمانهم فقط، كيف يمكن لمن لم يشاهدهم أن يتثبت «عيانا» من تلك القصة؟
ج: ذكر القرآن الكريم أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنة ثم أضاف (وازدادوا تسعا) وعند مقارنة التقويم القمري بالتقويم الشمسي فإن السنة القمرية أقصر من الشمسية بحدود 3% (11 يوما)، وبذلك يكون الرقمان متساويين في التقويمين 300 سنة شمسية تساوي 309 قمرية.
س: تقصد أن الرقم الحسابي بحد ذاته أمر لافت للنظر؟
ج: نعم، ورقم حسابي آخر تجده في بداية القصة عند الآية 12 في كلمة (ولبثوا) ثم في الآية رقم 26 عند كلمة (بما لبثوا) وبإحصاء العدد بين لبثوا الأولى والثانية يكون عدد تلك الكلمات مضافا إليها واو العطف هو 309 كلمات، فهل هذه مصادفة؟
س: أهل الرياضيات سيتوقفون عند دلالة الموافقة الرقمية؟
ج: صحيح، ولمحبي الأرقام لفتة أخرى صغيرة، فبعد كلمة (ثلاثمائة) في الآية 25 يمكن إحصاء تسع كلمات إلى كلمة (بما لبثوا) التالية لها، فيكون تمام معلومة (ثلاثمائة) و(ازدادوا تسعا) معززا بعدد تلك الكلمات.
س: تطابق عجيب بين المعنى اللغوي والبياني من خلال تلك الأرقام.
ج: جاء في أول آية من سورة الكهف (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) وقال تعالى (و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا).
[email protected]