محرك مجموعة التحريض يعيش نفس الحالة النفسية التي يعيشها قطاع كبير من المجتمع الكويتي، ولكن في الاتجاه المضاد لها، فالمحرض يردد نفس الكلام يوميا وبالتبعية يصدقه ولا توقظه حتى الاحكام القضائية، فهو على يقين من أن البلد «رايحة رايحة»، أو هكذا يصور الامر لمن حوله، في المقابل هناك قطاع كبير في الكويت يعيشون حالة استياء – أسمعهم في المناسبات العامة يتحدثون بغضب - من الممارسات العبثية النيابية التي أهدرت موارد البلد وتفننت في محاولة ابطاء مسيرة البناء بكل وسائل التشكيك ومن خلال تشتيت تركيز القيادة السياسية والادارية في الدولة – عن قصد – ما أدى الى تفشي الشراء السياسي من قبل الطرفين بلا استثناء.
مجموعة التحريض هذه يتزعمها من يريد اخفاء الادلة عن تسببه في ضياع الوطن في ليلة سوداء، وليس من مصلحة هذا المتسبب في حدث مدمر أن تستقر الاوضاع ويتفرغ المختصون لمحاسبته، فليبق الجميع مشغولين بشيء ما طوال العام، أي شيء، المهم ألا يتفرغوا له في حياته، علما بأن أحدا ما سيفتح هذا الملف طال الزمان أم قصر. المشكلة هي في من دخل على الخط معه وهو ليس شريكا فيما فعل بالوطن قبل عشرين عاما، ومع ذلك ناله من هذا الدخول امتهان من وصفه بـ «يتلصق بالعمل الوطني» و«يعمل بأسلوب التقية السياسية رغم عدم قناعته بالمعاني التي تعمل على أساسها هذه الماكينة»، وبالنسبة لي فهذه المعاني مرتجفة، ومنقولة بشكل محرف من المصنع، وهي تعمل جيدا في بلد المنشأ ولكن التحريف جعلها سببا للخراب عندنا بدلا من تحقيق المنفعة التي صنعت من أجلها.
المطلوب هو الانتباه الى المقصد الحقيقي من التحريض، وعدم الانغماس في هذه الحفلات، اليوم الحصانة وبالامس – قبل عشر سنوات - فصل ولاية العهد، وبكرة موضوع جديد، والهدف واحد، ولا عزاء للغافلين.
كلمة أخيرة:
س. يقولون الاسلام كافح الرق بينما هو مستمر على مر العصور الاسلامية، كيف؟
ج. كان المصدر الاساسي لاستمرار الرق في العصور التي تتحدث عنها هي الحروب التي ينتج عنها أسرى، ولهذا كان الرق من الاوروبيين وشعوب آسيا أكثر من الافارقة، وحتى قبل الاسلام كانت العرب تأخذ السبي من القبائل العربية الاخرى، وحتى في اوروبا كان الرومان يسترقون الاسبان و..هكذا، ولكن الشهرة في الرق كانت للافارقة دون غيرهم.
س. والحل؟
ج. المعاملة بالمثل كانت الخيار الوحيد تجاه هذه المشكلة، هذا عن منبع المشكلة، أما عن تجفيف آثار المشكلة فقد أكثر الاسلام من فرص عتق الرقيق، كفارات لا حدود لها، وحث على الاجر عند العتق، بل واعتبر عبارة المزاح سببا للعتق «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد، النكاح والطلاق والعتاق».
س. في العصر الحديث تمت محاصرة هذا الامر بجهود ابتدأت منذ قرن ونصف تقريبا، أليس هذا صحيحا؟
ج. نعم، وهذا ما كان مفتقدا في الماضي القديم، العمل على مستوى كل الامم، ومع تحقيق المعاملة بالمثل تم اغلاق المنبع، وكما تعلم تسبب ذلك في نشوب حرب أهلية في أميركا الشمالية عام 1861 -1865، ولكن لم يسجل في أي بلد غربي أو شرقي أن المماليك قد وصلوا الى الحكم وهم لايزالون رقيقا الا في العالم الاسلامي، في مصر، وفي الامر تفصيل واستزادة.
[email protected]