مع بدء تطبيق قانون إنشاء هيئة سوق المال تكون الصحافة على أعتاب مرحلة جديدة تنتهي معه مرحلة «وقالت المصادر» التي حققت مصدر دخل للكثيرين من المتعاملين في السوق، وأعوانهم في بعض الصحف، على حساب الألوف من الناس، وتشتمل العقوبات التي نص عليها القانون على الحبس والغرامات مع ملاحقة آثار الخبر المدسوس والمنتفعين منه المرتبطين بمن تتم إدانته.
لم يكن مفهوما كيف تخصص بعض الصحف مساحة ضخمة لتلميع شخص ونقل أفكاره النيرة عن السوق وعرض مشاريعه الواعدة في صورة مقابلة صحافية، وهي في الواقع إعلان مدفوع كان يجب التصريح بصفته الحقيقية حتى لا يؤخذ القارئ على حين غرة، ويبتلع الطعم فيشتري السهم الذي يمثله هذا الفطحل، ليكتشف بعد فوان الأوان أن هذا الشخص قد ترك الشركة لتواجه مصيرها بعد أن بنى لنفسه ثروة من أموال الذين قرأوا تلك المقابلات المدفوعة، وهو أمر يجب أن ترصده هيئة سوق المال بحزم وربما بأثر رجعي كون آثار تلك التصرفات قد انعكست الآن، وبشكل حاد، على ضحايا تلك التصرفات الذين تحولوا الى مدينين تلاحقهم قضايا لا حصر لها.
نعم، نحن نتهيأ لمرحلة جديدة نحتاج فيها الى سوق مالي مستقر تغلب عليه الشفافية وتطبق فيه عقوبات صارمة بحق المتلاعبين، فليس هناك فرق بين من يسرق بكسر الخزينة ومن يعبث بالمعلومات للوصول الى نفس الهدف، والأمل كبير في قيام هيئة سوق المال بهذا الدور المكمل لدور إدارة سوق الأوراق المالية.
وفقكم الله.
كلمة أخيرة:
س. ما هي حكاية «النجوم النابضة» التي لها أصوات، هل سمعت بها؟
ج. اكتشفت هذا النوع من النجوم عام 1968 طالبة أميركية التقطت أصواتا عبر إشارات لاسلكية بواسطة جهاز يسمى «التلسكوب اللاسلكي» radio telescope واستمر الفلكيون في تحليل تلك الأصوات في السبعينيات، فوجدوا أنها تصل من أعماق السماء.
س. أصوات مثل بقية الأصوات؟
ج. هي تشبه الإشارات المتقطعة، بين كل إشارة والتي تليها كسور من الثانية، وصوتها أقرب الى الطرق.. بيب.. بيب، وتتسم بالدقة المتناهية في تردداتها، وقد اختار لها العلماء اسم «المطارق العملاقة»، وهي تخترق أي جسم يعترضها، ولذلك فهي تصل إلينا من مسافات تقدر بملايين السنين الضوئية.
س. هل هذه هي التي وصفها القرآن الكريم (والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب)؟
ج. نعم، وقد أقسم الله بها، آية من آياته الجليلة التي لم يسمع بها البشر إلا في العصر الحديث.
[email protected]