وهكذا نجح المحرض في شغل بعضنا ببعض، وكلما توغلنا في الفتنة انتقل كلامنا إلى منطقة جديدة بعيدا عن أصل الموضوع الذي يريده فقد نجح المحرض في نقل الكلام الى «حرية التعبير التي كفلها الدستور» ليأخذ من هذا الدستور شيئا ويترك منه أشياء، وهو يعلم أن الكويت تفوقت في حرية التعبير على كثير من دول الغرب، ويعلم أيضا أن النواب بالذات لديهم مساحات شاسعة في التعبير، فهم يتحدثون بكل حرية في البرلمان، وينقل التلفزيون الرسمي جلساتهم في الليل ثم ـ في اليوم التالي ـ تفتح لهم عشرون صحيفة صفحاتها الأولى كلها، بالصور والمانشيتات، كل ذلك اعتبره المحرض تكبيلا لحرية التعبير التي لا تكتمل عنده إلا بالفوضى وانفلات الزمام، ليحقق الهدف الأسمى.. في حياته!
لقد كانت صور المواجهات مؤسفة ومحزنة، مع ذلك فقد حققت كل السعادة للمحرض، كيف لا وقد كفاه الآخرون ما أراد فعله، وتورط عشرات في أحداث جعلته يكتفي بالمراقبة عن بعد ـ واقف وراء العمود ـ بعد أن تولى غيره المهمة نيابة عنه!
لقد اشتكى المواطنون في المناطق السكنية من تحويل أحيائهم السكنية إلى مكان لندوات رغم وجود قاعات مخصصة لهذا الغرض، وتحدثوا في صحف الأمس عن جمع أبنائهم في غرفة واحدة تحسبا لتسلل الهاربين إلى بيوتهم واحتمال مداهمة رجال الشرطة لها..الخ، السؤال: من الذي أوصلنا الى هذا الحال؟ ولماذا أمسك بعضنا في بعض بينما المحرض يبتسم من بُعد؟
إنها دعوة صادقة لإخوة هم اليوم نواب وغدا سيتركون هذا المنصب، وبعد سنوات لن يذكر أحد أن هذا كان نائبا، نريد منكم انتفاضة على هذا الانحدار، وعدم تسليم أنفسكم للمحرض، واعلموا «جيدا» أن رجال الأمن هم أبناء الوطن وهم مكلفون بحمايته من الهرج وأنتم مع أسركم وجيرانكم أول المستفيدين من هذه الإجراءات التي إذا تأخرت فستكونون أول من يلوم الدولة على تهاونها، إذا ما اتسع الخرق على الراتق.
كلمــة أخيـــرة:
س: الآية الكريمة (والأرض ذات الصدع) هل تشير الى شقوق في الأرض؟
ج: الصدع الأكبر طوله 40 ألف كيلومتر، يقع تحت المحيط الهادي ويمتد من الاسكا الى اندونيسيا مرورا بالساحل الأميركي.
س: هل له علاقة بالتسونامي؟
ج: تسبب في أكثر من تسونامي، ففي عام 1883 حدث انفجار ضخم عندما تحرك هذا الصدع قرب جزيرة «كراكتوا» فنسفت تماما واختفت وتناثر غبارها وارتفع الى مسافة 80 كيلومترا محدثا سحابة خفضت درجة حرارة الأرض نصف درجة مئوية لسنة، حتى أسموا تلك السنة بـ «عام بلا صيف».
س: ماذا عن الأمواج التي تزحف على السواحل؟
ج: تسبب في أكثر من هجمة عملاقة بعضها بسرعة 750 كيلومترا في الساعة وبارتفاع 30 و40 مترا، جرفت عام 1896 في اليابان أكثر من عشرة آلاف منزل وأغرقت نحو 26 ألف شخص.
س: شيء غريب.
ج: الغلاف الصخري للأرض ممزق بشبكة هائلة من الصدوع، تمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات طولا وعرضا، وتمتد إلى أعماق تتراوح بين 65 و150 كيلومترا تحت الأرض، هذه الصدوع تحيط بالكرة الأرضية إحاطة كاملة لتمزق غلافها الصخري إلى عدد من الألواح الكبيرة والصغيرة، وعبر هذه الصدوع تندفع الحمم والبراكين بملايين الأطنان، وتؤدي إلى تحرك هذه الألواح الصخرية متباعدة بعضها عن بعض.
س: ومنها تخرج «الأرض أثقالها» صخورا ذائبة نرى بعضها على شاشات التلفزيون؟
ج: نعم، اليوم نراها مثلما وصفها القرآن الكريم لنا بدقة متناهية وذلك منذ قرون كثيرة.
[email protected]