فيصل الزامل
رؤية هلال شهر شوال لهذا العام كانت سليمة، ولا يحتاج المسلمون الى كثير جدال في دقة يوم الصوم كون حجم الهلال في الأيام التالية قد حسم الجدل، وهذا ما ثبت حينما رأى المئات في الكويت هلال اليوم الثاني بحجم هلال ثاني الشهر المعتاد، وحتى الفلكيون الذين ذكروا صعوبة رؤيته في منطقتنا استثنوا من ذلك مناطق مثل عدن وجنوب المملكة العربية السعودية، وقد ذكروا ذلك في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
الذي حدث أنه توافر لدى هيئة الرؤية في الكويت ثبوت رؤيته في ست مدن وقرى في المملكة العربية السعودية التي تجمعنا معها منطقة جغرافية واحدة ذات مطالع متقاربة. لقد أزعجني تشكيك البعض حتى بعد انقضاء الأمر - كما ذكرت - برؤية حجم الهلال في الأيام الأولى من الشهر، وانصراف الناس عن هذا الأمر، وهو على كل حال موضوع يتكرر في كل عام وتتأثر فيه قرارات بعض الدول بحسب علاقاتها مع الدول المجاورة، وما لا نريده هو انتقال ذلك التقسيم من الأروقة السياسية الى بقية شرائح المسلمين في البلد الواحد كما يحدث بين المسلمين في الغرب في اثبات دخول وخروج شهر الصوم، فهذا يتبع الباكستان وذاك يتبع الجزائر..الخ، وهي «جهوية» لا تتصل بالتشريع الإسلامي الذي يلزم المسلم برؤية المطالع الأقرب الى حيث يقطن، فالتشكيك بالآخر فيروس لا يتوقف عند مسألة الهلال وإذا سمحنا له هنا فلنتحمل نتيجة انتشاره في سائر المسائل!
ومن أحاديث المساجد أيضا ظاهرة زيادة المشاكل الصحية في الركبتين وأثر ذلك في كثرة الصلاة على كرسي، والذي نلاحظه على الاخوة أتباع المذهب الحنفي في تركيا والباكستان وغيرهما، هو التزامهم بأداء الصلاة - فيما يتعلق بالهبوط الى السجود - بغير اعتماد على اليدين، يكون النزول على الركبتين، وبالعكس عند النهوض أيضا لا يتم الاعتماد على اليدين، ينهض المصلي معتمدا على قوة عضلات الساقين.
هذا الأسلوب هو الأوفق لما اطلعت عليه في صفة صلاة النبي ( صلى الله عليه وسلم )، ومن آثاره اختفاء ظاهرة الصلاة على كرسي تقريبا في تلك البلاد، بل انهم في تركيا يستمعون الى خطبة الجمعة وهم جلوس في هيئة جلسة التشهد، وهو أمر يصعب على أكثرنا، والسبب هو المداومة - منذ الصغر - على أداء النهوض والنزول في الصلاة بالهيئة السليمة، وقد اطلعت على شرح صفة صلاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) للشيخ محمد صالح بن عثيمين حيث قال «.. ثم يخر الى السجود على ركبتيه لا على يديه، لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير» رواه البخاري، والبعير عند بروكه يقدم اليدين فيخر على وجهه، والنهي هنا عن الصفة لا عن العضو، والأمر واضح لمن تأمله ونحن في غنى عن هذا الجدل.» انتهى كلامه يرحمه الله.