فيصل الزامل
بعيدا عن الغوص في التاريخ، البهرة اليوم هم طائفة من المسلمين تشترك معهم في معتقداتهم الرئيسية، وتضيف اشياء هي محل اختلاف، وهم لا يقيمون صلاة الجماعة وان كانوا يؤدونها، ويجتمعون عدة مرات في العام لإقامة مجالس دينية وبالذات في شهر المحرم، ويهتمون بحفظ القرآن الكريم وينشئون لهذا الغرض المدارس، كما انهم يقومون باداء فريضة الحج ويصومون رمضان ويحيونه بالعبادة، وعندهم اهتمام كبير بمساعدة الفقراء من ابناء الطائفة.
هذا باختصار، واذا كنا في وارد التسامح بين فئات المسلمين، فان ما يطلبونه اليوم في الكويت هو مكان لإقامة المجالس الدينية وربما شجعهم وجوده على اقامة الصلاة في اوقاتها، وليست مخالفاتهم بالقدر الذي يجنح بنا الى وصفهم بأنهم من دين غير الاسلام، فقد اطلعت على فتاوى المرجعيات الدينية الاسلامية التي اخذت عليهم مسائل كالسجود للشيخ الرئيس وأمورا تدور في الممارسات حول السلطات المطلقة لرؤسائهم، واما المعتقدات فهي بين أخذ ورد، فهم لا يُقرِّون بغير نبوّة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ولا يدينون بغير القرآن الكريم، وهم محبّون لآل البيت كما يحبهم عموم المسلمين، ومن بالغ في الوصف فقد تجاوز، وليس وراء التنقيب في التاريخ الا ترسيخ لامور من الانفع تركها للفهم المشترك الذي يدعمه الاطلاع والمعرفة بما يجمع المسلمين على كلمة سواء، وربما كان مصدر الحذر تجاه هذه الطائفة هو قصرها التعامل والتعاون على افرادها، وسلوكها الطريق التجاري في تنمية العلائق بينهم، وتحقيقها لمعنى التكافل، اضافة الى تمييز رؤسائهم بميزات مالية وغير مالية مما هو محل نظر في موازين الدين الاسلامي .
من السهل ان يسمي البعض هذا الرأي تراخيا، فهو لا ينظر الى عواقب التشدد، وقد لا يستوعب عظمة هذا الدين في تعامله مع الطوائف الاسلامية وغير الاسلامية، ولسنا نصيغ الرأي بحسب طلب السائل ولكن بما سنُسأل عنه أمام رب كل الناس سبحانه وتعالى، ان الواجب هو استمرار العلائق السمحة بين المسلمين على قاعدة (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)، ولا تقاس المسائل بحسب الالفة أو عدم الالفة، لوجود اقوام بيننا لم نألفهم من قبل، الامر اوسع من ذلك لمن اراد السير بمنهج النبوّة الذي هو احرى بتنقية الدين من التنطع، ايا كان اتجاهه، فالتنطع لا يلبث ان يرتد على مصدره، والتجارب المعاصرة خير شاهد.