فيصل الزامل
تناولت المقابلة التي أجراها الزميل عدنان الراشد مع الرئيس اللبناني اميل لحود الحدث الشاغل للجميع، بقاءه في قصر الرئاسة أو مغادرته وعدم اللجوء الى تمديد جديد، حيث عبرت مصادر مقربة من الرئيس قائلة «لا نستبعد ان يكون التعاطي السوري مع الملف الرئاسي اللبناني مختلفا عن السابق حيث كان المطروح هو المقايضة، التي تعني عدم اصدار القرار 1559 مع الانفتاح الكامل من لبنان لسورية اقتصاديا وسياسيا، وإدخال سورية في الشراكة الاوروبية، مقابل تخليها عن خيار التمديد للرئيس اميل لحود، هذا في الماضي، ولأن تلك المقايضة لم تتحقق - كما ذكرت مصادر الرئاسة - فإن سورية اليوم ستوافق على مقايضة مماثلة اذا توافرت لها نفس الفرصة».
الحالة اللبنانية تذكّر بحالة الكويت حينما تم ربط انسحاب العراق منها بمعالجة القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها، ولا ندري ما هي جريرة الشعب الكويتي من دون سواه من الشعوب العربية تجاه فلسطين كي يبقى مصيره معلقا في الهواء، وهو ما يحدث للشعب اللبناني الذي تُطلب منه معالجة الملف الايراني والسوري مع الولايات المتحدة حتى يتم اطلاق سراحه.
ان صيغة «تنظيم الفراغ» تعني ابقاء الحال على ما هو عليه الى اجل غير مسمى، وهو امر غير مقبول من سائر الاطراف، على خلفية التصعيد المتبادل، فالاحتقان الحالي لا يسمح بخيار آخر سوى انهاء هذه المعاناة، وهي لن تتحقق بغير تنازلات من الطرفين، الاكثرية والاقلية، فقد ابتلع الشارع اللبناني قسرا نظرية الاقلية ترجح الاكثرية، بعد سكب عدة اكواب من الدم على هذه اللقمة الشؤم، وهو يريد الخلاص من هذا الكابوس الذي يضاف اليه كل يوم استحقاق جديد لن يوفر حتى قضية دارفور حتى يتاح للبنان ان يستريح، ولن يستفيد احد من طرح تواريخ جديدة لن تقدم ولن تؤخر في معالجة هذا الموضوع.
ان سورية تتحرك بخطوات متسارعة نحو الانفتاح الاقتصادي، وهي بحاجة الى اجواء سياسية مواتية لتسريع تلك الخطوات، وعدم اصابتها بانكفاءة من اي نوع، وليس مثل الملف اللبناني تحديا ومؤشرا على جديتها في هذا التوجُّه الذي لن تخطئه رؤوس الأموال ولا الشركات العالمية او الخليجية، بل حتى اصدقاؤها في المحافل السياسية بحاجة الى مادة لدفع العناد الاميركي بعيدا عنها وعن المنطقة.