فيصل الزامل
العم عبدالمحسن مسلم الزامل - يرحمه الله - هو واحد من جيل عاصر تأسيس الكويت الحديثة، جيل فريد في تحمله مسؤولية بناء مؤسسات الدولة، الميسور منهم يفتح «مدرسة السعادة للأيتام» كما فعل شملان بن علي عام 1919، حيث وفر لها افضل المدرسين في ذلك الوقت، كانت الكويت تتسابق على رعاية التعليم، فقد تأسست المباركية بجهود اهلية عام 1911، وبعدها الاحمدية، وكانت تلك المدارس في اشد الحاجة الى المدرسين، فانبرى ابناء الكويت لهذه المهمة بكل ما توافر لديهم من قدرات تعليمية في ذلك الزمان.
تميز هؤلاء المدرسون بحبهم لأبناء بلدهم من الطلبة، يقول الفاضل د.ابراهيم المهلهل الياسين: «كان الاستاذ عبدالمحسن يكتب المسألة على السبورة، ويضع علبة مربى شهية على الطاولة، ويقول لنا: هذه لأول واحد فيكم يحل المسألة»، ويقول د.ابراهيم: «تشجيع المدرسين لنا كان بمبادرة منهم، اسلوب الشرح، روحهم الطيبة معنا يعرفوننا واحدا واحدا، يشترون الجوائز من رواتبهم وكأنهم يشترونها لأبنائهم، هذا الاسلوب بنى علاقة بيننا تقوم على المودة والمحبة والاحترام».
كان الاستاذ عبدالمحسن يحرص وهو ناظر للمدرسة الشرقية على تنظيم الرحلات للطلبة في فترات الاجازة بمشاركة المدرسين، تارة الى البر وتارة الى الجزر، فيلكا وكبر، واستمر تأثير تلك الجهود على صلته بالطلبة حتى بلغت اعمارهم الخمسينيات والستينيات، كلما التقوه في مكان عام عادت بهم الذكريات قفزة واحدة الى سنوات الدراسة، وما كان ذلك ليحدث لو لم تكن تلك الذكريات جميلة.
يرحم الله العم بوزهير، فقد واكب فترة النشاط الثقافي والحماس للوحدة العربية وكان واحدا ممن اصيبوا بالألم لما آلت اليه طموحاتهم في عام 1990، لقد كانت طموحات صادقة تجاه الكويت وعمقها العربي، ولكن!
وعلى المستوى المحلي شارك - يرحمه الله - في المجلس البلدي في السبعينيات كعضو معين لا يحركه طموح آخر سوى الكويت، وكان مع زملائه يجتهدون في التطوير بعيدا عن الضغوط الانتخابية.
يرحم الله أمواتنا جميعا، نسأل الله جلّت قدرته له ولهم المغفرة والرحمة، إنه سميع مجيب، آمين.