فيصل الزامل
جميلة ومفيدة الندوات التي تعقدها الشركات الكويتية وتستضيف فيها أصحاب الخبرات العالمية، كما فعلت شركة المركز المالي في 12/12/2007، للاطلاع على رؤية من الخارج للمتغيرات الاقتصادية، وخاصة تلك التي تصاحب ارتفاع اسعار النفط، وابرز ما جاء في ندوة المركز:
نصح رئيس شركة غينيس الأميركية تيم غينيس بالاستثمار في جميع قطاعات الطاقة وفي أنواعها كافة، وخاصة في آسيا، واعتبر ذلك بمنزلة تنويع مخاطر للمنطقة التي تعتمد على النفط الذي هو سلعة متناقصة على مدى العقود القليلة المقبلة.
اعتبر انغس بلير، رئيس قطاع الاستثمار في شركة بيلتوني المالية، ان تطوير صناديق التقاعد كمنتج استثماري وخدمي هو الأساس لتحويل الاستثمار من الصبغة الفردية الى المؤسسية، كما دعا الى دفع نشاط التأمين ليغطي جميع الاحتياجات للمجتمع، واكد على اهمية ان تكون استثمارات الدولة طويلة المدى، ثم وصف سياسة «الهيئة العامة للاستثمار» بأنها حصيفة وتسير دون صخب في الاتجاه الصحيح.
أوضح مناف الهاجري، مدير عام «المركز»، ان الندوة استهدفت بلورة تصورات استراتيجية من خلال التواصل مع الخبرات الدولية، وهو ما تحقق الى حد كبير، بالاضافة الى اتاحة الفرصة للطاقات الشابة كي تتفاعل مع تلك الخبرات، وهو انجاز حققته «ندوة الاستثمار المؤسسي في المنطقة».
هذا الموضوع يكتسب أهميته من تأثيره على مدخرات الأفراد والدولة على حد سواء، فالاستثمار الرشيد سبب لتحقيق الاستقرار وتوجيه الفوائض المالية في مرحلة كهذه - قد لا تطول - وتحويلها الى مخزون استراتيجي للأجيال المقبلة، ويمكن القول ان المحاضرين قد فاتتهم الاشادة بالاتجاه المتنامي في الكويت نحو «الاستثمار المؤسسي»، ففي السنوات الخمس عشرة الماضية تضاعف عدد الشركات الاستثمارية في الكويت اكثر من خمس مرات (15 شركة في 1992 الى 80 شركة استثمار في 2007، منها 49 شركة تعمل وفق الشريعة، بلغت ارباحها للربع الثالث 764 مليون دينار) واصبحت تستوعب سيولة تفوق مرتين ما هو موجود لدى المصارف، وهي تمنح بدائل متعددة لأفراد كثيرين يرغبون في تجاوز عائد الودائع المصرفية بغير اللجوء الى المغامرة في البورصة او العناء الطويل في عالم التجارة ومخاطر الاستثمار، وهو ما حققه لهم الاستثمار «المؤسسي» عبر تلك الشركات، سواء من خلال استثماراتها المحلية او في خارج الكويت.
قال ماراتيفيتس من ستاندرد تشارتر: «من حق الكويت ان تفتخر بل ان تحتفل بقرارها فك ارتباط عملتها بالدولار، لأنه افضل خطوة لمواجهة التضخم القادم الى المنطقة، وقد حقق بنك الكويت المركزي هذه الخطوة بهدوء واحتراف، وإذا لم تتخذ بقية دول الخليج مثل هذه الخطوة وترتبط بسلة عملات فإن عليها الاستعداد لإعادة تقييم عملاتها».
خلاصة القول، ان ثقة هؤلاء المتخصصين في شؤون الاستثمار والاقتصاد بمؤسساتنا المالية - البنك المركزي، هيئة الاستثمار - كما ذكر «انغس بلير» سبب لتقديم المزيد من الدعم من جانبنا في الكويت لخطواتها الصحيحة التي تمثل سورا منيعا يحافظ على موارد الدولة، ويوفر لمدخرات الأفراد فيها اكبر قدر من الاستقرار، ويمنح المستهلكين اكبر قيمة ممكنة لمدخولهم الشهري، في مواجهة تضخم يزحف على دول العالم اجمع في ضوء متغيرات رئيسية جاءت بها اسعار النفط القياسية.
فائدة في اللغة
من الصواب ان تقول «صححت المعنى وأصلحت الجهاز أو الكرسي» ومن الخطأ أن تقول «أصلحت المعنى وصححت الجهاز» فالتصحيح للمعاني، والتصليح للأشياء.