فيصل الزامل
اختراق الأوراق سواء في مسألة البدون أو الزواج المنفعي واصطناع مستندات تجعل للمرء الواحد شخصيتين باسمين، هو أمر كشفته لجان متخصصة في كل موقع، تجد ذلك في توزيع بيوت الإسكان وفي الجنسية، كما يشتكي من يوثقون عقود الزواج كثيرا من تلك الاختراقات المتعددة التي يقوم بها أناس مهرة في تلك الأمور، بل لقد عاشت الكويت جانبا منها إبان الاحتلال في تزوير المستندات لإخفاء هويات العسكريين وغيرهم.
لقد نشرت الصحف بيانات لأشخاص من جنسيات معروفة تمتد من أميركا الى أفريقيا والهند، ومع ذلك وصلوا الى كشوفات التجنيس بفعل تلك المهارة، وتحول أبناء بلاد عربية بعيدة وإخوة أفارقة الى قبيلة واحدة اسمها «البدون» تم تجميعها تحت هذه الراية ولم لا، بدل الجنسية اثنتان، وإذا كان هذا الكلام لا يشمل الجميع فان النسبة الأقل هي من يتاجر بها الأكثر من مزدوجي الأوراق، ويستخدم معاناتهم لبلوغ هدفه ثم يلقي بهم خلفه، فربما نجح هو في الوصول وبقي غيره ينتظر.
لايجوز إسكات من يدعو الى المعالجة الجذرية لهذا الموضوع، ففي الكويت شريحة اسمها المقيمون، وهي تمثل أكثر من 65% من السكان، لها احتياجاتها القانونية في العلاج والتعليم والسكن، وسبق لنا الحديث عن نجاحات خليجية في هذا المجال استقرت معها أحوال المقيمين، ولهذا فليس لديهم قضية «بدون» بالصورة التي تنمو بها هنا، فالأعداد ستبقى مفتوحة عندنا حتى تستوعب كشوف الجنسية معظم المقيمين - بمن فيهم من لا يرغب في الجنسية الكويتية - ولكن اذا لم يكن من حل للحصول على الخدمات إلا هذا الطريق فلم لا؟!
لقد أطلق السيد عبدالعزيز العدساني نداء للتعقل في التعامل مع هذا الموضوع ومعالجته بطريقة حكيمة، ويجب أن يلقى هذا النداء استجابة كبيرة من الجميع، وستقف الكويت كلها وراءه فهو صادق في المناشدة والتوجيه، وهو أيضا مستعد للمواجهة القانونية ان لزم الأمر، كما أعلن.
ونحن سنقف معه أيضا، سعيا لتحقيق نشر الخدمات العامة بين جميع فئات هذا المجتمع من مواطنين ومقيمين بغير خلط أوراق واستخدام سيئ لمعاناة البشر وإيقاف تجارة المستندات التي كشفت اللجان أكثرها لا جميعها.
فائدة اجتماعية
أعلن السيد مساعد مندني مدير جمعية تكافل السجناء عن نجاح جهودها في اطلاق سراح 212 سجينا قبل عيد الأضحى في قضايا إعسار مالي متعددة تم سداد ديونهم الموثقة عبر مكاتب التدقيق والوزارات المختصة، ليس من بينها التزوير والتلاعب والاحتيال، وأخبرني بأن نصف هؤلاء من المذهب الجعفري، فتذكرت من يصف العمل الخيري بالتحيز!