فيصل الزامل
تساؤلات جادة وهامة طرحها السيد عبدالعزيز العدساني وهي تستند الى بيانات رسمية، فقد كان عدد من تمت تسميتهم - بشكل عبثي - فئة بدون 290 ألف شخص، انخفض العدد فجأة الى 120 ألفا بعد تطبيق البصمة الوراثية، حيث قام 170 ألفا بابراز وثائقهم - جوازات وجنسيات أصلية - وتمت تسوية أوضاعهم، وقد اطلع الكثيرون على مستندات العدساني التي واجه بها من هددوه برفع قضية ضده فقام خمسة محامين متبرعين بالترافع عن العدساني، متطوعين بعد أن ساءهم - كما ساءنا - محاولات اسكاته، فهو يحذر من تلاعب كبير امتد الى تغيير الأسماء الرباعية بالكامل ما يعني تداخل الحقوق وتشابك النسب في المواريث وفوضى ادارية وقانونية لا حدود لها، و أما التزوير فقد أثبته ابراز 170 ألف شخص لوثائقهم، أين كان هؤلاء قبل البصمة الوراثية؟
ان ضعف بعض النواب أمام الضاغط الانتخابي يجعلنا لا نلتفت لا الى المجلس ولا الى الحكومة ولكن الى المجتمع الكويتي في جميع أرجاء هذا الوطن، فهناك تجارة رائجة لتزوير المستندات يشجعها الضعف الحكومي، ويعززها فتح باب أذونات الزيارة لمن لا عمل له، بلغ عددهم من جنسية واحدة فقط - العراق - 150 شخصا، وليس بعد دخوله خروج، فالمستندات الجديدة تجعلنا أمام شخصين، الأول تحت طاقية الاخفاء والثاني «صار لي أربعين سنة بهالبلد وهذي أوراقي، شوف»!!
مرة أخرى، فئة الوافدين هي شريك أساسي في بناء الكويت، ومن حقهم تطوير الخدمات العامة لكلتا الفئتين مواطنين ومقيمين، ومن الظلم لأنفسنا وللغير ألا يصل المقيم الى حقوقه إلا بتزوير مستنداته، بعد أن قال له أحدهم «بغير مستندات تحصل على خدمات أكبر، سنطالب لك بذلك، اصبر قليلا»، واذا كان أكثرهم يملك حلا بديلا عبر مستندات «موازية» يستخدمها اذا ضاقت به السبل، فإن نسبة منهم تتعقد أمورها وتسقط في خداع من طلب منه اخفاء مستنداته، فيفوت أبناءه التعليم وتتراكم عليه الديون بسبب عدم العمل بشكل منتظم..الخ.
ان الاسم الحقيقي هنا هو «فئة الوافدين» وجميعهم شركاء لنا في خيرات هذا البلد، والقلة المظلومة هي جريرة متاجرين بمعاناة البشر ومن شجع هؤلاء فهو شريك لهم في هذا الوزر، واذا رضيت السلطة أن تمارس الضعف فإن لديها شعبا لا يعرف الخوف ولا يلتفت الى ضعف الحكومة، فقد وقف هذا الشعب وقفة شجاعة في 1990 وكذلك إبان أزمة الحكم 2006، ليذود عن وطنه ولن يقبل أي تلاعب بهذا الوطن سواء من متاجرين أو مسؤولين «يحسبون كل صيحة عليهم» فالكراسي غير دائمة لأحد، وليعلم هؤلاء أن احترام الناس للشجعان هو رصيد يمشي مع الانسان طوال حياته، يرثه من بعده أبناؤه «عزة وإباء».
فائدة دينية
سمع أحد الشباب هذا العام أن صلاح الدين الأيوبي لم يستطع أداء فريضة الحج بسبب ظروف المعارك التي خاضها مع الصليبيين، فنوى الحج عنه هذا العام، جزاك الله خيرا، ذكرت أخاك يوسف «صلاح الدين» وتقبل الله منك.