فيصل الزامل
نشرت «الأنباء» الاسبوع الماضي تحقيقا صحافيا بعنوان «لاجئات عراقيات يتحولن لتجارة البغاء في سورية» وصف ما يجري في ملاه ليلية تعج بالباحثين عن المتعة على حساب بنات تقول احداهن «انها الوسيلة الوحيدة لاعالة اسرتي» قالت ثانية «قتل والدي في بغداد ونفد مالنا»، هذا المنحدر لا يقتصر على هذه الحالة التي قست عليها الظروف، فقد نشرت «الوطن» في 11/12/2007 تحقيقا آخر تناول آثار العلاقات الآثمة، ممثلة في تزايد اعداد اللقطاء في الكويت، تقول د.أنوار الخرينج استاذة الخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت «تفشت في الفترة الاخيرة ظاهرة البوي فرند والجيرل فرند، والنتيجة علاقات آثمة، ثم لقطاء».
الذين يتحدثون عن اختفاء الفرحة والبهجة، ويدعون الى نشرها - وهو أمر مطلوب بغير شك - لا يتعبون انفسهم في التفاصيل وكيفية تحقيق الفرحة بغير تلك التكلفة الباهظة التي تستمر آثارها لاجيال من الظلم الذي يعيشه لقيط قالت عنه د.فاطمة عياد استاذة علم النفس - جامعة الكويت «يرى الطفل اللقيط نفسه شخصا مذنبا، ولا يدرك انه ضحية الا بعد فترة طويلة ربما رفض خلالها المجتمع جملة وتفصيلا، فليس لديه اصدقاء عاديون
ولا يتحقق له الزواج من فتاة الا من كانت في مثل ظروفه رغم ان حالات كثيرة افرزت اشخاصا غاية في الادب والخلق الكريم، ولم تظهر الدراسات وجود حالات اضطراب عقلي او فصام او اكتئاب، بل معظمهم اشخاص اسوياء، ولكن المجتمع لا يتيح لهم فرصة كافية لاثبات اهليتهم مثل اي شخص آخر، وربما تم تحميلهم وزر آبائهم وهو ظلم مضاعف يضاف الى ظلم الحرمان الطويل من دفء الاسرة وحنان الوالدين» انتهى.
لقد رأيت في واحدة من تلك الحالات امرأة ذات خلق رفيع، تزوجت شخصا في مثل ظروفها، وكونا اسرة رائعة درس ابناؤها وبناتها، اتابع حالاتهم، وازداد اعجابا بقوة هذين الوالدين اللذين حققا معجزة اجتماعية، وانجازا تربويا متمثلا في هؤلاء الابناء والبنات، يقول د.فهد الوردان مدير الحضانة العائلية في وزارة الشؤون «كثيرون من ابناء الدار وصلوا الى مرحلة الدراسات العليا وبعضهم تولى مناصب مهمة، وهناك حالات اخفاق».. وهو امر متوقع بسبب حجم التحديات المطلوب تجاوزها.
نعم، الكلام عن «الفرفشة» يحتاج الى مجهود لحماية هذا الهدف من ذلك المنزلق القاتل الذي لا يسلم من اذاه حتى الجاني نفسه الذي يلتقط امراضا كثيرة ينقلها الى زوجته وابنائه باسم «الفرفشة» وقضاء «ساعة أنس»، فتتحول تلك الساعة الى سنوات طويلة من العذاب يتكبدها طفل لقيط، ان المجهود المطلوب بذله يتعلق بتغيير النظرة الى السهرات الغنائية من مناسبة للشرب والعربدة تنتهي بهتك عرض، الى شيء آخر راق، حيث لا يزال التلفزيون يعرض اغاني ام كلثوم وفيها من الرقي ما لا يقارن بما يفعله البعض في الملاهي وفي بعض الفنادق عندنا قبل منع تلك الممارسات الرخيصة.
مطلوب بذل جهود كثيرة لنشر الفرحة، ففي ألمانيا تقيم كل مقاطعة مسابقات وبرامج احتفالية يشارك فيها سكان المقاطعات او يتابعونها عبر الاعلام، الافكار كثيرة اذا خرج هذا النقاش من دائرة توظيف الفرحة للتكسب والمقاولات على حساب استقرار المجتمعات العربية ككل!
فائدة اجتماعية
تقوم دور الرعاية بترتيب رعاية عدد من الابناء لدى اسر ترحب بذلك بلغ عددهم حتى الآن 515 يحصلون على رعاية جيدة من تلك الاسر، وتصرف لهم اعانة قدرها 300 دينار لتخفيف المصروف عنهم، كما توفر مواصلات للمدرسة والعلاج وتتابع حالتهم السلوكية بطريقة لا تجرح مشاعرهم. شكرا لهذه الجهود الكريمة.