فيصل الزامل
أكد زوج بينظير بوتو أن ابنه سيكون وريث والدته في قيادة حزب الشعب الباكستاني ليواصل ارث العائلة رغم أن عمره 19 سنة، هذا الأمر متكرر في بلاد كثيرة، سواء التي تعمل بنظام الأحزاب أو بغيره، كما في بعض الجمهوريات العربية، وهي ظاهرة بواعثها متفاوتة، فقد لا يكون الوريث مهتما بالسياسة مثل «بهاء» الابن الأكبر للراحل رفيق الحريري الا أن العائلة والجمهور المؤيد للقائد السابق يصران على أن ترث العائلة والدها، فيتقدم سعد الحريري، وفي حالة عائلة الأسد في سورية تصر المجموعة المحيطة بالقائد السابق على أن يرثه ابنه، الرئيس الحالي، وفي حالة انديرا غاندي فقد تولى ابنها راجيف قيادة «حزب المؤتمر» من بعدها رغم أنه لم يمارس السياسة في حياتها، الا أن اغتيالها المفاجئ داخل قصر الحكم أوجد فراغا في قيادة الحزب المقبل على انتخابات عامة ولا وقت لبناء اسم جديد يوازي سحر اسم «غاندي» على الشعب الهندي الذي استمر مفعوله رغم أن التي حملته من بعده زوجته سونيا الإيطالية، ومع ذلك فقد تولت رئاسة الحزب وقيادته بدفع من زخم اسم «غاندي».
أيا كانت الأسباب فان البيوت التي تتعاطى السياسة، يولد فيها الأطفال وهم يعيشون يوميا أجواء الانتخابات أو مناورات الحكم في أحاديث والديهم على مدار العام، بل يجدون ذلك في نظرات زملائهم لهم في المدرسة، ولن يستطيع ابن بينظير «بيلاوال» العائد الى جامعته البريطانية «أكسفورد» أن يكون كما كان قبل اغتيال والدته، حيث ستتجه حواسه نحو المعلومات السياسية ويخزن الألفاظ والأفكار ولن يصل الى سن الثلاثين إلا وهو شخص سياسي محترف رغما عن أنفه.
في التجربة المغربية لم يترك الملك الحسن الثاني الأمر للمصادفة فقام باختيار زملاء ابنه - الملك الحالي محمد السادس - في المدرسة من المتفوقين دراسيا، ونظم له برامج اعداد متنوعة، حتى أنه حينما جاء الى الكويت في عام 1977 لتمثيل بلاده في تقديم العزاء بوفاة الشيخ صباح السالم - يرحمه الله - ارتجل كلمة مميزة في المعاني والبيان، كما يقول الأستاذ عبدالله المفرج، وزير الأوقاف والعدل في تلك الفترة، الذي صاحبه في زيارته القصيرة للكويت.
في المملكة العربية السعودية تجربة مماثلة سواء في مراحل التعليم أو في التكليف بمهام لاختبارالقدرات لمن هم في دائرة الاختيار لممارسة العمل السياسي، وربما استثني منها من لا يجد في نفسه الرغبة ولا الميول للدخول في هذا المجال مفسحا الطريق لمن يتحمل هذا العبء عنه وعن الأسرة، وفي التجربة الأميركية، وتحديدا أسرة الرئيس بوش فقد قالت والدته عنه حينما بدأ مسيرته نحو البيت الأبيض: «كنت أتصور أن جيب - ابنها حاكم فلوريدا - هو الذي سيخوض هذه التجربة نحو البيت الأبيض» الأمر الذي يؤكد أن الوراثة والعيش في بيت سياسي ليسا كافيين لضمان النجاح، فقد سمعت من أحد الأميركان السود أثناء زيارة له الى الكويت تعليقا على المفاضلة بين المرشح آل غور، ومنافسه بوش في انتخابات الرئاسة قوله «آل غور مارس الحكم ثماني سنوات مع كلينتون، أخطاؤه حتما ستكون أقل من القادم الجديد» وهو أمر تؤكده التجارب، ليس في أميركا فحسب، فالممارسة العملية أهم من الوراثة، واذا حتمت الظروف دخول وافد جديد الى هذا المعترك وبشكل مفاجئ فانه بالتأكيد سيعتمد على الخبراء الذين يمكن أن يحققوا له النجاح أو الفشل، بحسب خبراتهم وأمانتهم.
فائدة ادارية
ترحيل العطلة من وسط الأسبوع الى نهايته يفيد شركات الطيران والفنادق في دول المنطقة حيث تتحول اجازة يوم واحد الى أسبوع كامل لعدة آلاف من البشر في الكويت، ما يسبب الشلل في الوزارات وهدرا اقتصاديا لا معنى له، وبالعكس اذا كانت العطلة وسط الأسبوع حيث يتم ابتكار أفكار للإفادة منها بشكل ممتع، بأقل كلفة على الفرد والدولة.